التنقل أكثر

النزيف تحت العنكبوتية: ما يحتاج المريض إلى معرفته

طلب موعد

نظرة عامة

يُعد النزيف تحت العنكبوتية بالدماغ حالة خطيرة للغاية ومُهدِّدة للحياة حيث يكون هناك نزيف في الفراغ المحيط بالدماغ. يحدث هذا بسبب صدمة تصيب الدماغ، أو تمزق في تمدد الأوعية الدموية في الدماغ. تتمثل السمة المميزة للنزيف تحت العنكبوتية في الظهور المفاجئ لصداع شديد، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بالغثيان والقيء، وفقدان الوعي.

تشمل خيارات العلاج للنزيف تحت العنكبوتية بالدماغ: الجراحة (بما في ذلك إجراء قسطرة الأشعة التداخلية في الأوعية الدموية) لوقف النزيف من تمدد الأوعية الدموية المتمزق أو التشوه الشرياني الوريدي، وأدوية للسيطرة على الألم، ومنع تشنج الأوعية الدموية (تضييق الأوعية الدموية في الدماغ). للأسف، قد يصاب ما يصل إلى ثلثي المرضى بعجز عصبي دائم. هيا عزيزي القارئ نتعرف على ما هو نزيف تحت العنكوبتية، وما هي أعراض النزف تحت العنكبوتية وهل نزيف تحت العنكبوتية خطير

ما هو النزيف تحت العنكبوتية بالدماغ؟

يُعد النزيف تحت العنكبوتية بالدماغ حالة مهددة للحياة حيث يحدث النزف تحت العنكبوتية في المساحة المحيطة بالدماغ. يتراكم هذا الدم تحت الطبقة العنكبوتية من الغلاف الغشائي للدماغ (السحايا)، ولهذا سُمّيت بهذا الاسم.

يمكن أن يحدث النزيف تحت العنكبوتية بسبب تمزق في تمدد الأوعية الدموية أو تشوه شرياني وريدي، أو إصابات الدماغ الرضحية. في منطقة تمزق الأوعية الدموية، يتسرب الدم إلى المساحة الموجودة تحت العنكبوتية ومن الممكن حدوث نزيف متكرر. وبالتالي، فإن النزيف تحت العنكبوتية بالدماغ يُعتبر نوع من السكتة الدماغية ويجب معالجته في أسرع وقت ممكن.

على الرغم من أن التحكم في النزيف واستعادة تدفق الدم الطبيعي سيكونان لهما أولوية قصوى، يمكن أن تنشأ مشاكل أخرى من نزيف تحت العنكبوتية. عادة، يمتلئ الفراغ تحت العنكبوتية بالسائل النخاعي (CSF) الذي يتم إنتاجه بشكل مستمر لحماية الدماغ من الصدمات وتغذيته ومساعدته على القيام بالوظائف الأخرى. يمكن أن يؤدي النزيف في هذا الفراغ إلى منع التدفق الطبيعي للسائل النخاعي CSF. يؤدي تراكم السائل النخاعي داخل الدماغ إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة، وهذه الحالة تُعرف باسم استسقاء الرأس (Hydrocephalus).

بعد أيام قليلة من النزيف تحت العنكبوتية، تتحلل خلايا الدم الحمراء وتطلق مواد تهيّج بطانة الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انقباضها وتشنجها (تشنج الأوعية الدموية). يؤدّي هذا التشنج إلى انكماش قطر الأوعية الدموية السليمة المحيطة بالنزيف، ويعيق مرور الأكسجين إلى مناطق أخرى من الدماغ. يمكن أن يؤدي تأخير علاج النزيف تحت العنكبوتية والتشنج الوعائي إلى تلف دائم في الدماغ، وغيبوبة، وحتى الوفاة.


                                        
                                             الصورة 1. أنواع مختلفة من النزيف داخل الجمجمة. في حالة النزيف تحت العنكبوتية ، يتراكم الدم في المساحة المحيطة بالدماغ بعد تمزق تمدد الأوعية الدموية. هذا يختلف عن النزيف في الدماغ تحت الجافية أو فوق الجافية، أو النزيف داخل أنسجة الدماغ (نزيف داخل المخ).

 الصورة 1. أنواع مختلفة من النزيف داخل الجمجمة. في حالة النزيف تحت العنكبوتية ، يتراكم الدم في المساحة المحيطة بالدماغ بعد تمزق تمدد الأوعية الدموية. هذا يختلف عن النزيف في الدماغ تحت الجافية أو فوق الجافية، أو النزيف داخل أنسجة الدماغ (نزيف داخل المخ).

ما هي أعراض النزف تحت العنكبوتية؟

الأعراض الكلاسيكية لنزيف تحت العنكبوتية هي صداع يشبه "قصف الرعد" المفاجئ والشديد، والذي يوصف عادة بأنه "أسوأ صداع في حياتي". ويمكن أن تشمل أعراض النزف تحت العنكبوتية الأخرى:

  • فقدان الوعي
  • الارتباك وصعوبة التركيز
  • النوبات
  • الغثيان أو القيء
  • صعوبة الكلام
  • آلام في العضلات (خاصة العنق والكتف)
  • تصلّب الرقبة
  • خدر
  • حساسية العينين للضوء
  • عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها
  • تدلّي الجفن

ما الذي يدفعك لإجراء عمليتك مع الدكتور كوهين؟

الدكتور كوهين

  • أكثر من 7000 جراحة مُتخصصة قام بإجرائها بعد أن وَقع اختيارك عليه
  • ستجد المزيد من الرعاية الشخصية
  • خبرة واسعة = معدل نجاح أعلى وأوقات تعافٍ أسرع

المراكز الصحية الرئيسية

  • لا تتحكم في اختيار الجراح الذي يعتني بك
  • رعاية عامة للجميع
  • التركيز على عدد قليل من التخصصات

لمزيد من الأسباب، يُرجى النقر هنا.

ما هي اسباب نزيف تحت العنكوبتية؟

يمكن أن ينتج النزيف تحت العنكبوتية بالدماغ عن أسباب رضحية وغير رضحية. في الحالات غير الرضحية، غالبًا ما يكون النزيف تحت العنكبوتية بالدماغ ناتجًا عن تمزق تمدد الأوعية الدموية في الدماغ. يمكن أن يحدث النزيف أيضًا بسبب التشوه الشرياني الوريدي، أو استخدام مسيّلات الدم، أو اضطرابات النزيف الأخرى.

ما مدى شيوعها؟

إصابات الدماغ الرضحية (الصدمات) هي السبب الأكثر شيوعًا للنزيف تحت العنكبوتية. في الحالات غير الرضحية، يكون تمدد الأوعية الدموية المتمزق هو السبب الرئيسي ويمثل 85 ٪ من المرضى. في الولايات المتحدة، يبلغ معدل حدوث النزيف تحت العنكبوتية حوالي 10-14 لكل 100,000 نسمة. يمكن أن يحدث النزيف تحت العنكبوتية في أي عمر ولكنه أكثر شيوعًا بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 65 عامًا. تكون نسبة حدوث النزيف تحت العنكبوتية أعلى عند النساء بالمقارنة بالرجال.

تشمل عوامل الخطر المؤدية إلى النزيف تحت العنكبوتية: تمدد الأوعية الدموية غير المتمزقة، وارتفاع ضغط الدم، وتاريخ مرض الكلى المتعدد الكيسات، وأمراض النسيج الضام، واضطرابات المناعة الذاتية، والتدخين، واستخدام المخدرات.

كيف يتم تشخيصها؟

عادةً ما يتم تشخيص النزيف تحت العنكبوتية من خلال التصوير بالأشعة المقطعية، ثم تصوير الأوعية بالقسطرة التشخيصية لتحديد مصدر النزيف. لا يتم العثور على مصدر للنزيف في بعض حالات النزيف تحت العنكبوتية في الفحوصات الأولية، وفي هذه الحالة قد نلجأ إلى إجراء البزل القطني.

الأشعة المقطعية: تستخدم الأشعة السينية لتصوير الدماغ، ويمكنها تحديد النزيف غير الطبيعي. في تصوير الأوعية بالأشعة المقطعية، يتم حقن صبغة تباين في مجرى الدم لمشاهدة تدفق الدم. تعد فحوصات التصوير بالأشعة المقطعية أسرع في الأداء من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي عادةً طريقة التصوير الأولية المفضلة في حالة الطوارئ للنزيف تحت العنكبوتية.

التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم المجالات المغناطيسية وموجات التردد الراديوي لاكتشاف النزيف في الدماغ. في تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي، يمكن حقن صبغة في مجرى الدم لتصور الأوعية الدموية بشكل أفضل. على الرغم من عدم وجود تعرض للإشعاع، إلا أن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي تستغرق وقتًا أطول في الأداء مقارنةً بالفحص بالأشعة المقطعية. يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي إذا استقرت حالة المريض، أو لتقديم مزيد من المعلومات عندما يتعذر اكتشاف النزيف بواسطة التصوير بالأشعة المقطعية.

تصوير الأوعية الدماغية: يتضمن إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) في وعاء دموي. عادة ما تبدأ هذه القسطرة في شريان في الذراع أو الساق، ثم يتم توجيهها إلى الدماغ. قد يوصى بتصوير الأوعية الدماغية إذا كانت هناك حاجة إلى صورة أكثر تفصيلاً، أو إذا كان مصدر النزف تحت العنكبوتية غير ظاهر في أنماط التصوير الأخرى.

البزل القطني: يتم إدخال إبرة في أسفل الظهر إلى القناة العصبية. يمكن جمع السائل النخاعي وتحليله للكشف عن وجود دم بالسائل. يحدث ذلك في حالة النزيف تحت العنكبوتية، حيث إنه في الوضع الطبيعي السائل النخاعي شفّاف، ونقي، ولا يحتوي على الدم.


                                        
                                            الصورة 2. أشعة مقطعية تُظهر نزيف تحت العنكبوتية مع "علامة نجمة" (منطقة فاتحة اللون في الوسط) تشير إلى وجود الدم في الفراغات تحت العنكبوتية.

الصورة 2. أشعة مقطعية تُظهر نزيف تحت العنكبوتية مع "علامة نجمة" (منطقة فاتحة اللون في الوسط) تشير إلى وجود الدم في الفراغات تحت العنكبوتية.

ما هي خيارات العلاج؟

يُعد النزيف تحت العنكبوتية حالة طارئة تهدد الحياة. أهداف العلاج الأساسية هي العمل على استقرار حالة المريض، ومعالجة مصدر النزيف، واستعادة تدفق الدم الطبيعي، ومنع حدوث مضاعفات.

الأدوية

يتم توفير أدوية لعكس تأثير الأدوية المسببة لسيولة الدم إذا كان المرضى يأخذون هذه الأدوية قبل حدوث النزيف (على سبيل المثال: Jantoven)، وقد يساعد ذلك على حدوث تخثر الدم ووقف النزيف. سيتم أيضًا إعطاء الأدوية للسيطرة على الألم، والتحكم في الضغط داخل الجمجمة. لمنع تشنج الأوعية الدموية، يتم إعطاء دواء يسمى نيموديبين ابتداءً من ظهور النزيف ولمدة ٣ أسابيع.

الجراحة

إذا كان النزيف تحت العنكبوتية ناتجًا عن تمزق تمدد الأوعية الدموية أو التشوه الشرياني الوريدي، فقد تكون الجراحة (للتشوهات الشريانية الوريدية) أو العلاج داخل الأوعية الدموية (لتمدد الأوعية الدموية) ضرورية لتجنب حدوث نزيف آخر.

بالنسبة لتمدد الأوعية الدموية، تشمل الخيارات الجراحية سد التمدد باستخدام المشبك الجراحي، أو الانسداد باستخدام ملفات حلزونية متناهبة الصِّغر عن طريق القسطرة الدماغية في الأوعية الدموية. بالنسبة للتشوهات الشريانية الوريدية، يقوم الجراح بإزالة التشوه الوعائي وإغلاق الأوعية الدموية عن طريق الجراحة. يمكن العثور على مزيد من المعلومات حول العلاجات على الصفحات الخاصة بتمدد الأوعية الدموية أو التشوه الشرياني الوريدي.


                                        
                                            الصورة 3. النهج الجراحي وشق حج القحف المبين باللون الأزرق (يسار)، وسد تمدد الوعاء الدموي العملاق باستخدام المشبك الجراحي (يمين).

الصورة 3. النهج الجراحي وشق حج القحف المبين باللون الأزرق (يسار)، وسد تمدد الوعاء الدموي العملاق باستخدام المشبك الجراحي (يمين).

ما هي توقعات التعافي؟

تختلف النتائج للمرضى الذين يعانون من نزيف تحت العنكبوتية تبعًا لموقع وشدة النزيف الأولي ودرجة الإصابة العصبية. للأسف، يموت ما يقرب من 10-15٪ من المرضى الذين يصابون بنزيف تحت العنكبوتية قبل الوصول إلى المستشفى، ويموت 25 ٪ من المرضى في غضون أول 24 ساعة بعد النزيف.

في حين أن التحسينات في علاج المرضى تتطور باستمرار، فإن ما يقرب من ثلث الناجين يعانون من ضعف ما بوظائف الدماغ. حتى بالنسبة للمرضى الذين يشهدون نتائج علاجية جيدة، قد لا يزال العديد منهم يعانون من قصور في الإدراك. يمكن أن يساعد العمل مع الأطباء وأخصائيي إعادة التأهيل في تحسين التعافي.

يرجى الرجوع إلى موقعنا لتمدد الأوعية الدموية والتشوه الشرياني الوريدي لمزيد من المعلومات حول علاجهم وشفائهم.

هل نزيف تحت العنكوبتية خطير؟

يعد النزيف تحت العنكوبتية حالة طبية طارئة يمكن أن تكون مهددة للحياة. وغالبًا ما يكون الصداع الشديد أحد الأعراض الأولى، وعادة ما يتبع ذلك فقدان الوعي. وتكمن خطورة هذه الحالة في أنها يمكن أن تؤدي إلى إعاقات خطيرة ودائمة.

الموارد

قائمة المصطلحات

عنكبوتي - الطبقة الوسطى الرقيقة من غطاء الدماغ والحبل الشوكي (السحايا)

القسطرة - أنبوب رفيع، مجوف، ومَرِن

السائل النخاعي - السائل الشفاف الذي يحيط بالمخ والحبل الشوكي

حج القحف - إجراء لفتح وإزالة قطعة من العظم من الجمجمة لكشف الدماغ

نزيف - نزيف من وعاء دموي

استسقاء الرأس - تراكم غير طبيعي للسوائل داخل الدماغ

سحايا المخ - ثلاث طبقات غشائية (الجافية، العنكبوتية، الحنون) التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي

النوبات - حدوث مفاجئ لنشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ يؤدي إلى تشنجات لا يمكن السيطرة عليها أو ارتعاش بالجسم

سكتة دماغية - حالة تحدث عندما ينقطع أو ينخفض ​​تدفق الدم إلى جزء من الدماغ مما يمنع وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى أنسجة المخ

الفراغ تحت العنكبوتية - مساحة تحت الغشاء العنكبوتي تحتوي عادة على السائل النخاعي والأوعية الدموية

تشنج - انقباض وضق مستمر للأوعية الدموية

البطينين - شبكة من التجاويف داخل الدماغ مليئة بالسائل النخاعي

المساهمون: جينا واتانابي - بكالوريوس العلوم، أندي كونتشينج - بكالوريوس العلوم

References

  1. Marcolini E, Hine J. Approach to the Diagnosis and Management of Subarachnoid Hemorrhage. West J Emerg Med. 2019;20(2):203-211. doi:10.5811/westjem.2019.1.37352
  2. Hemphill JC, Greenberg SM, Anderson CS, et al. Guidelines for the Management of Spontaneous Intracerebral Hemorrhage: A Guideline for Healthcare Professionals From the American Heart Association/American Stroke Association. Stroke. 2015;46(7):2032-2060. doi:10.1161/STR.0000000000000069
  3. Lawton MT, Vates GE. Subarachnoid Hemorrhage. Solomon CG, ed. N Engl J Med. 2017;377(3):257-266. doi:10.1056/NEJMcp1605827

طلب موعد

قمة