الورم الشفاني
الورم الشفاني (شوانوما) هو نوع من الأورام الحميدة التي تنشأ من خلايا شوان، وهي مكونات أساسية للجهاز العصبي المحيطي. في حين أن هذه الأورام عادةً ما تكون بطيئة النمو وغير سرطانية، إلا أنها يُمكن أن تنشأ في أي مكان على طول الأعصاب
يُعد فهم الأورام الشفانية وأعراض الورم الشفاني وتشخيصها وخيارات العلاج المتاحة أمرًا حيويًا للأفراد الذين يُواجهون هذا المرض. في هذه المقالة، نهدف إلى تقديم دليل شامل لدعم المرضى خلال رحلتهم مع الورم الشفاني.
يؤثر الروم الشفاني على الأعصاب الطرفية، مما يُسبب أعراض مزعجة مثل الألم أو التنميل أو الضعف اعتمادًا على موقعها وحجمها.
ما هو الورم الشفاني؟
الورم الشفاني أو شوانوما هو نوع من الأورام الحميدة (الغير سرطانية) بطيئة النمو، ينشأ من خلايا شوان، وهي خلايا توفر الدعم والعزل للألياف العصبية في الجهاز العصبي المحيطي. تلتف أجزاء من خلية شوان حول محاور الخلايا العصبية، وتُشكل غلاف المايلين.
يساعد هذا على تسهيل الانتقال السريع للنبضات العصبية، مما يسمح للإشارات بالانتقال من وإلى الدماغ في وقت قصير جدًا. عادةً لا تكون الأورام الشفانية سرطانية، مما يعني أنها لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. طبيعتها الحميدة ومَيلها إلى البقاء في مكان واحد تسمح للعلاجات، مثل إزالتها جراحيًا، أن تكون فعالة.
على الرغم من أن الأورام الشفانية يُمكن أن تنمو على أي عصب محيطي، إلا أنها غالبًا ما توجد على الأعصاب التي تتحكم في التوازن والسمع في الأذن الداخلية، وهُنا يُطلق عليها الأورام الشفانية الدهليزية أو الأورام العصبية الصوتية. كما يُمكن أن تتواجد هذه الأورام في عدة مواقع أخرى مثل العصب ثلاثي التوائم في الدماغ وجذور الأعصاب في العمود الفقري.
ما الذي يدفعك لإجراء عمليتك مع الدكتور كوهين؟
الدكتور كوهين
- أكثر من 7000 جراحة مُتخصصة قام بإجرائها بعد أن وَقع اختيارك عليه
- ستجد المزيد من الرعاية الشخصية
- خبرة واسعة = معدل نجاح أعلى وأوقات تعافٍ أسرع
المراكز الصحية الرئيسية
- لا تتحكم في اختيار الجراح الذي يعتني بك
- رعاية عامة للجميع
- التركيز على عدد قليل من التخصصات
لمزيد من الأسباب، يُرجى النقر هنا.
ما هي أعراض الورم الشفاني؟
معظم الأورام الشفانية لا تُسبب أي أعراض على الإطلاق. ومع ذلك، إذا أصبحت كبيرة، فيُمكن أن تُسبب أعراضًا مختلفة اعتمادًا على موقعها والعصب المُصاب.
يُمكن أن تشمل أعراض الأورام الشفانية الدهليزية فقدان السمع أو ضعفه، أو ضعف عضلات الوجه، أو الصداع، أو حتى تنميل الوجه. يُمكن العثور على مزيد من المعلومات حول الورم الشفاني الدهليزي هنا.
في المقابل، قد تُسبب الأورام الشفانية التي تُصيب جذر العصب الشوكي مجموعة متنوعة من الأعراض اعتمادًا على مدى التهيج أو الضغط الواقع على الأعصاب القريبة وأنسجة الحبل الشوكي. قد تشمل أعراض الورم الشفاني الشائعة ما يلي:
- الألم: الألم المستمر أو المنتشر على طول مسار جذر العصب المُصاب هو أحد الأعراض الشائعة للورم الشفاني لجذر العصب الشوكي. قد يكون الألم موضعيًا في الظهر أو الرقبة، أو قد ينتشر على طول توزيع العصب المُصاب، مثل الذراعين أو الساقين.
- الضعف: قد يحدث ضعف في العضلات أو صعوبة في تحريك الأطراف إذا كان الورم يضغط على جذر العصب أو يُعيق وظيفته. قد يؤثر الضعف على عضلات أو مجموعات عضلية معينة وفقًا للعصب المتأثر.
- التنميل أو الوخز: قد تحدث تغيرات حسية مثل التنميل أو الوخز أو الإحساس بالدبابيس والإبر في المناطق التي يُغذيها جذر العصب المصاب. قد تؤثر هذه الاضطرابات الحسية على الذراعين أو الساقين أو أجزاء أخرى من الجسم اعتمادًا على موقع الورم، فتظهر أعراض الورم الشفاني في الساق أو أعراض الورم الشفاني في الذراع، أو تلك الأجزاء الأخرى.
- ضمور العضلات: قد يؤدي الضغط المزمن أو تهيج جذر العصب بسبب الورم إلى هزال العضلات أو ضمورها بمرور الوقت. قد يؤدي ضمور العضلات إلى تقليل حجم العضلات وقوتها وتنسيقها في الأطراف المصابة.
- التغيرات في الردود العصبية: يُمكن أن تُؤثر الأورام العصبية الجذرية الشفانية على ردود الفعل التي تتحكم فيها جذور الأعصاب المتأثرة. يُمكن ملاحظة التغيرات في ردود الفعل، مثل زيادة أو انخفاض الاستجابات المنعكسة، أثناء الفحص البدني.
- خلل في وظيفة الأمعاء أو المثانة: في بعض الحالات، قد تضغط الأورام العصبية الجذرية الشفانية، الموجودة في الجزء السفلي من العمود الفقري، على الأعصاب المسؤولة عن وظيفة الأمعاء أو المثانة، مما يؤدي إلى سلس البول أو البراز، أو صعوبة التبول، أو اضطرابات أخرى في المثانة أو الأمعاء.
من المهم ملاحظة أن أعراض الورم الشفاني لجذر العصب الفقري يُمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وقد لا يُعاني جميع الأفراد من نفس الأعراض. علاوة على ذلك، قد يكون بعض الأورام العصبية الجذرية الشوانية بلا أعراض، ويتم اكتشافها بالصدفة خلال الفحوصات التصويرية التي تُجرى لأسباب أخرى.
إذا كنت تُعاني من أعراض مستمرة أو متفاقمة تشير إلى الإصابة بالورم الشفاني، فمن الضروري أن تطلب التقييم والتشخيص من قِبل مقدم الرعاية الصحية، عادةً طبيب أعصاب أو جراح أعصاب، الذي يُمكنه إجراء فحص شامل وطلب الفحوصات التصويرية المناسبة لتأكيد التشخيص ووضع خطة علاجية.
ما هي أسباب الورم الشفاني؟
السبب الدقيق لتطور الورم الشفاني غير مفهومًا تمامًا، ولكن يُعتقد أنه ينشأ بسبب طفرات جينية في خلايا شوان. يُمكن أن تحدث بشكل عشوائي، مما يعني أنها تتطور دون سبب معروف، أو قد تحدث كجزء من متلازمة جينية.
ترتبط بعض المتلازمات الوراثية، مثل الورم العصبي الليفي من النوع 2 (NF2) بزيادة خطر الإصابة بالأورام الشفانية. يُمكن للأفراد الذين يُعانون من NF2 أن يُصابوا بأورام شفانية متعددة وأورام أخرى في الجهاز العصبي خلال حياتهم.
قد يُزيد أيضًا التعرض لمستويات عالية من الإشعاعات الأيونية من خطر الإصابة بالأورام الشفانية. في الوقت الحالي، لا توجد عوامل خطر مرتبطة بنمط حياة أو عوامل خطر بيئية مؤكدة أخرى مرتبطة بحدوث بالأورام الشفانية.
ما مدى شيوع الورم الشفاني؟
تُعد الأورام الشفانية أورام نادرة نسبيًا. ومع ذلك، لم يتم توثيق انتشارها بشكل جيد لأنها قد لا تسبب أعراضًا وغالبًا ما يتم تشخيصها بالصدفة خلال دراسات التصوير التي يتم إجراؤها لأسباب أخرى.
تُقدر بعض الدراسات أن الأورام الشفانية تُمثل من 8% إلى 10% من أورام الدماغ الأولية. يتأثر كبار السن بشكل أكثر شيوعًا بالشوانوما. ومع ذلك، يُمكن أن تتطور الأورام الشفانية أيضًا لدى الأطفال والمراهقين. الورم الشفاني الدهليزي هو النوع الأكثر شيوعًا من بين الأورام الشفانية.
كيف يتم تشخيص الورم الشفاني؟
يتم تشخيص الورم الشفاني من خلال مجموعة من الإجراءات مثل أخذ التاريخ الطبي والفحص البدني والعصبي واختبارات التصوير واختبارات خاصة أخرى تعتمد على العصب المصاب. فيما يلي الاختبارات التي يمكن استخدامها أثناء التشخيص.
- الدراسات التصويرية: هذه هي أهم الأدوات لتشخيص الورم الشفاني.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): غالبًا ما يكون الفحص بالرنين المغناطيسي هو أفضل طريقة لرؤية الشوانوما. ويمكن أن يُظهر حجم الورم وموقعه وكيفية تأثيره على الهياكل المجاورة. يُمكن أن تُساعد فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي مع وسائط التباين في تمييز الأورام الشفانية عن الأنواع الأخرى من الأورام.
الأشعة المقطعية بالكمبيوتر (CT): يمكن أن يكون التصوير المقطعي مفيدًا، خاصةً إذا لم يكن الرنين المغناطيسي متاحًا أو إذا كان المريض يعاني من حالة تجعل التصوير بالرنين المغناطيسي غير آمن. إنه جيد لإظهار تأثيرات الورم على العظام، مثل العمود الفقري أو الجمجمة. سيكون مفيدًا أيضًا للتخطيط لعملية جراحية.
- الخزعة أو العينة: يتم إزالة قطعة صغيرة من الورم وفحصها تحت المجهر للتأكد من كونها ورم شفاني. ويمكن القيام بذلك في نفس العملية الجراحية.
- الاختبارات الجينية: إذا كان هناك سبب للاعتقاد بأن الشوانوما قد تكون جزءًا من حالة وراثية مثل الورم العصبي الليفي من النوع 2 أو الورم الشفاني المتعدد، فقد يتم إجراء الاختبارات الجينية.
- اختبارات خاصة: في حالة الورم الشفاني الدهليزي، يُمكن إجراء اختبارات السمع لتوجيه خطة العلاج والمقارنة لاحقًا بعد العلاج.
ما هي خيارات علاج الورم الشفاني؟
تتمثل خيارات علاج الورم الشفاني الرئيسية في الجراحة، وفي بعض الحالات، العلاج الإشعاعي. وبدلاً من ذلك، يمكن اتباع نهج "المراقبة والانتظار" لمراقبة الورم الشفاني عندما يكون صغيرًا وخاملًا بدون أعراض.
علاج الورم الشفاني بالجراحة
الجراحة هي طريقة العلاج الأساسية، والخيار العلاجي الوحيد المحتمل للأورام الشفانية المصحوبة بأعراض. مع الإزالة الجراحية الكاملة للورم، تكون عودة المرض نادرة للغاية. يُبلغ معظم المرضى عن تحسن في أعراضهم بعد الجراحة.
يعتمد النهج الجراحي الدقيق على موقع الورم الشفاني. بالنسبة للأورام الشفانية الدهليزية، سيتطلب ذلك إجراء شق في فروة الرأس. بالنسبة للأورام الشفانية في العمود الفقري، سيتم إجراء شق في الظهر والعمود الفقري.
علاج الورم الشفاني بالعلاج الإشعاعي
في بعض الحالات، يمكن إجراء العلاج الإشعاعي بعد الجراحة للورم المتبقي، أو كعلاج أولي عندما لا تكون الجراحة خيارًا متاحًا. يتضمن ذلك توصيل حزم إشعاعية عالية الطاقة إلى موقع الورم لمنع نموه وربما لتقليصه.
يمكن تقديم الإشعاع عن طريق الجراحة الإشعاعية أو العلاج الإشعاعي المجزأ. في الجراحة الإشعاعية، يتم توجيه حزم إشعاع مركزة إلى الورم بجرعة واحدة كبيرة من الإشعاع. قد تستمر جلسة العلاج لمدة ساعة تقريبًا.
في العلاج الإشعاعي المجزأ، يتم إعطاء جرعات صغيرة متعددة من الإشعاع على مدى عدة أسابيع. قد تستغرق كل جلسة علاجية من 5 إلى 15 دقيقة. بعد كل من الجراحة الإشعاعية والعلاج الإشعاعي المجزأ، يمكن للمرضى عادةً العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
علاج الورم الشفاني بالملاحظة
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ورم شفاني صغير تم اكتشافه بالصدفة، قد لا يكون العلاج ضروريًا. نظرًا لأن الورم الشفاني حميد وبطيء النمو، فقد يكون من الأفضل مراقبة الورم ببساطة مع مرور الوقت من خلال فحوصات التصوير الدورية.
تساهم هذه الإستراتيجية في تجنب المخاطر والمضاعفات المحتملة المرتبطة بخيارات علاج الورم الشفاني الأخرى مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي. ومع ذلك، فإنها تحمل خطر نمو الورم بين الفحوصات التصويرية.
بالإضافة إلى ذلك، مجرد التفكير في وجود ورم في جسمك يمكن أن يسبب القلق. وقد يزداد هذا القلق في الأيام التي تسبق مواعيد الفحص التصويري الخاصة بك.
من المهم ملاحظة أن تفضيلاتك الخاصة بعلاج الورم الشفاني يمكن تغييرها في أي وقت. تواصل بانتظام مع فريقك الطبي ولا تتردد في طرح الأسئلة وطلب نصيحتهم.
ما هي توقعات الشفاء من الورم الشفاني؟
عادةً ما يكون تقدم الورم الشفاني الحميد تجاه الشفاء ممتازًا. غالبًا ما تكون الجراحة علاجًا فعالًا، ويستمر معظم الأفراد في عيش حياتهم الطبيعية بعد العلاج. على الرغم من أن معظم المرضى يشهدون تحسنًا في الأعراض، إلا أن البعض للأسف لا يشهد ذلك، ويحتاجون إلى العلاج الطبيعي والأدوية لمعالجة هذه المشكلات.
عودة الورم مرة أخرى، من النادر حدوث ذلك الأمر خاصةً بعد الإزالة الكاملة للورم. ستكون المتابعة المنتظمة عن طريق فحوصات الرنين المغناطيسي وترتيب مواعيد لزيارة فريقك الطبي أمرًا مهمًا لضمان عدم عودة الورم، وإذا حدث ذلك، فيمكن معالجته على الفور.
في حالات نادرة جدًا، قد تتحول الأورام الشفانية إلى شكل أكثر عدوانية وسرطانية وتصبح أورامًا خبيثة في غمد العصب الطرفي (MPNST). يمكن أن يحدث هذا بشكل خاص عند الأفراد الذين يعانون من حالات وراثية معينة مثل الورم الليفي العصبي أو الذين لديهم تاريخ من العلاج الإشعاعي.
تميل الأورام الشفانية الخبيثة إلى النمو بسرعة أكبر ويمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يجعل علاجها صعبًا. تعد المراقبة المنتظمة أمرًا بالغ الأهمية لإدارة الأورام الشفانية والاكتشاف المبكر لأي علامات تدل على التحول الخبيث.
هل ورم شفاني خطير؟
عادة لا يكون الورم الشفاني خطير ونادراً ما يكون سرطانياً، لكنه يمكن أن يؤثر على الأعصاب والعضلات ويسبب تلف كل منهما، لذلك يجب استشارة الطبيب على الفور حال ظهور أي أعراض.
النقاط الرئيسية
- الأورام الشفانية هي أورام حميدة بطيئة النمو تنشأ من خلايا شوان.
- يمكن أن تحدث على أي عصب محيطي، ولكنها أكثر شيوعًا في العصب الدهليزي (الورم الشفاني الدهليزي).
- يمكن أن تكون الجراحة علاجية، مع استخدام العلاج الإشعاعي في حالات معينة.
- يمكن مراقبة الأورام الصغيرة الخاملة بدون أعراض مع مرور الوقت.
- تظهر الأورام الشفانية نتائج ممتازة للبقاء على قيد الحياة، على الرغم من أنها في حالات نادرة يمكن أن تتكرر أو تتحول إلى شكل أكثر خبيثًا من المرض.