توقعات التعافي من الورم السحائي

الأورام السحائية هي أورام تنمو من السحايا (أغشية تحيط بالدماغ والحبل الشوكي) وعادة ما تكون حميدة (غير سرطانية). ولكن يمكن أن تُسَبِّب مشاكل عصبية خطيرة حسب حجمها وموقعها.

في الولايات المتحدة، تمثل الأورام السحائية حوالي 39٪ من جميع أورام الدماغ الأوّلية. في حين أن معظم الأورام السحائية حميدة، فإنها يمكن أن تنمو وتضغط على الهياكل المجاورة، مما يؤدي إلى مشاكل عصبية خطيرة ومُهَدِّدة للحياة. يمكن أن تحدث الأورام السحائية في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

قد يكون من الصعب على المرضى وأحِبّائهم فهم تشخيص الورم السحائي. يمكن تحديد نسبة الشفاء من الورم السحائي حسب درجته، حيث تُصَنَّف الأورام السحائية على مقياس مُتَدَرِّج من الدرجة الأولى إلى الثالثة حسب منظمة الصحة العالمية (WHO). الدرجة الأولى هي الأقل عدوانية (تنمو ببطء)، والأورام من الدرجة الثالثة هي الأكثر عدوانية (تنمو بسرعة). لمساعدتك في معرفة المزيد عن الورم السحائي وأنواعه المختلفة (الدرجات) ومتوسط ​​العمر المُتَوقّع لكل درجة، قُمتُ بتجميع هذا الدليل التفصيلي مع الأسئلة المُتداوَلة حول تشخيص الورم السحائي.

نظرًا لأن الأورام السحائية هي أورام حميدة، فهي لا تُهَدِّد الحياة عادةً وغالبًا ما تكون نسبة الشفاء من الورم السحائي جيدة. على عكس الأورام السرطانية، لا تنتشر عادةً إلى أجزاء أخرى من الدماغ وأجزاء بعيدة من الجسم. بدلاً من ذلك، ينمو الورم السحائي ببطء، مما يسمح للدماغ بالتعويض والتأقلم بدرجة مُعَيَّنة. لا تظهر الأعراض الملحوظة عادةً في المراحل المُبَكِّرة، ولكن يمكن أن يتغير هذا إذا استمر الورم في النمو ووصل إلى حجم مُعَيَّن.

في حين أن معظم الأورام السحائية تكون في البداية بدون أعراض، فإن الأعراض التي يُسبِّبها الورم السحائي قد تشمل:

• الصداع
• مشاكل في الرؤية، مثل التشويش
• صعوبة اللغة
• فقدان الذاكرة
• النوبات
• استفراغ و غثيان
• النعاس والارتباك
• تغيير في السلوك أو الشخصية
• ضعف أو تنميل في الذراعين أو الساقين
• فقدان السمع أو رنين الأذنين

يعتمد متوسط ​​العمر المتوقع للشخص المُصاب بالورم السحائي على درجة الورم ونوعه. يُعتَبَر العمر والحالة الصحية أيضًا من العوامل الرئيسية عند تحديد مُتوسط ​​العمر المُتوقع. بشكل عام، المرضى الذين يعانون من أورام من الدرجات الدنيا لديهم توقعات أفضل. على النقيض من ذلك، فإن المرضى الذين يعانون من أورام من أعلى الدرجات يكون لديهم تنبؤات أقل مواتاة.

بغض النظر عن درجة الورم، تكون النتائج أكثر ملاءمة بشكل عام مقارنة بنتائج الأورام الأكثر عدوانية مثل الورم الأرومي الدبقي. يَصعُب استئصال الأورام الموجودة حول جذع الدماغ، أو الحبل الشوكي، أو بالقرب من الأوعية الدموية الحَرِجَة بشكل كامل جراحيًا وبالتالي فهي مُرتبطة بانخفاض مُعَدّلات البقاء على قيد الحياة. خيارات العلاج، مثل الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، يمكن أن تُؤَثر أيضًا على متوسط ​​العمر المتوقع.

مُعَدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للأفراد المصابين بالورم السحائي غير السرطاني (الدرجة الأولى) إيجابي للغاية بنسبة 96٪ للأعمار من 14 عامًا أو أقل، و 97٪ للأعمار من 15 إلى 39 عامًا، و 87٪ لمن هم في سن الأربعين وما فوق. قد يؤثر عمر المريض عند التشخيص، ودرجة الورم، وموقعه على التشخيص العام. بالنسبة للأورام السحائية الخبيثة (الدرجة الثالثة)، فإن مُعَدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يزيد عن 67٪، بينما يَبلغ مُعَدل البقاء على قيد الحياة لمدة 10 سنوات حوالي 61٪.

الأورام السحائية الحميدة أو الأورام السحائية من الدرجة الأولى بطيئة النمو وليست سرطانية. أي أنها لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الدماغ أو الجسم. تبدو الخلايا في الأورام السحائية الحميدة مُشابِهة إلى حد ما للخلايا الطبيعية وعادةً ما تكون هذه الأورام مُغَلَّفة، أي توجد مساحة واضحة أثناء الجراحة بينها وبين أنسجة الدماغ السليمة المُحيطة.

غالبًا ما يتم علاج الأورام السحائية الحميدة بالجراحة، بمُعَدل تكرار منخفض. لحُسن الحظ، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للمرضى الذين يعانون من الأورام السحائية الحميدة يزيد عن 95٪.

في حين أن أخبار الإصابة بورم سحائي من الدرجة الأولى قد تبدو مُخيفة بعض الشيء، فإن فهم ما تعنيه كل درجة ورم عند تشخيصك أمر مهم. كما ذكرنا سابقًا، تستخدم منظمة الصحة العالمية نِظامًا لتصنيف الأورام السحائية من الدرجة الأولى إلى الثالثة، مع اعتبار تصنيف الدرجة الثالثة الأكثر خطورة.

يَعتمد تصنيف الورم السحائي على مظهر خلايا الورم تحت المجهر. الأورام ذات الدرجة المُنخفضة بطيئة النمو وأقل توغُّلًا وترتبط بمتوسط ​​عمر أطول. الأورام ذات الدرجة الأعلى تكون أكثر عُدوانية، وأسرع نُمُوًّا، وترتبط بمُتوسط ​​عمر مُتوقع أقصر.

هذا هو نوع الورم السحائي الأقل توغلاً والأبطأ نموًا. تبدو الخلايا في أورام الدرجة الأولى مشابهة للخلايا الطبيعية، وتُظهِر القليل من النمو غير الطبيعي أو لا تُظهِر ذلك على الإطلاق. يعيش أكثر من 95٪ من المصابين بالأورام السحائية من الدرجة الأولى لمنظمة الصحة العالمية خمس سنوات أو أكثر بعد التشخيص.

بسبب طبيعتها المُنخفضة الدرجة، غالبًا ما تكون الأورام غير مصحوبة بأعراض ويتم مراقبتها باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) كل 6 إلى 12 شهرًا بدلاً من العلاج الفوري. قد يوصي جراح المخ والأعصاب بالعلاج إذا كان الورم ينمو أو يُسَبِّب أعراضًا.

يُمَثّل الورم السحائي من الدرجة الثانية 18٪ من حالات الورم السحائي. على عكس الورم السحائي من الدرجة الأولى، هناك تشوُّهات متزايدة في الخلايا والأنسجة تظهر من خلال فحص الخزعة. تبدو الخلايا في أورام الدرجة الثانية غير طبيعية تحت المجهر، ويَقِل احتمال أن يكون الورم مُغَلَّفًا. هذه هي الأسباب التي تجعل درجة الورم هذه تُسمى أيضًا بالورم السحائي غير النمطي (أو غير النموذجي). ينمو بشكل أسرع من ورم الدرجة الأولى ويُمكنه غزو الدماغ.

يتميز الورم السحائي من الدرجة الثانية بمعدل تكرار أعلى من الورم السحائي من الدرجة الأولى. إذا بقي جزء من الورم، فمن المُرَجَّح أن يتكرر أو يُعاود النمو. التدخل الجراحي المُتكرر يمكن أن يُقَلِّل من جودة الحياة. وبالتالي، فإن الهدف من الجراحة هو الاستئصال الكامل خلال الجراحة الأولى. ومع ذلك، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات للمرضى الذين يعانون من الورم السحائي من الدرجة الثانية جيد، حوالي 97.5٪، مع متوسط ​​فترة البقاء على قيد الحياة 167 شهرًا. يخضع هؤلاء المرضى عادةً للإزالة الجراحية وفي بعض الحالات يخضعون للعلاج الإشعاعي بعد الجراحة.

هذا هو النوع الأكثر عُدوانية من الورم السحائي، حيث يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات حوالي 60٪. الأورام السحائية من الدرجة الثالثة هي أورام شديدة التوغل (خبيثة) وسريعة النمو. تبدو الخلايا في أورام الدرجة الثالثة غير طبيعية تحت المجهر، مع القليل من التشابه مع الخلايا الطبيعية.

لا تكون هذه الأورام مُغَلَّفَة ويُمكن أن تنتشر في الأنسجة المجاورة. من المُرَجَّح أن تتكرر الأورام السحائية من الدرجة الثالثة لمنظمة الصحة العالمية بعد العلاج ويُمكن أن يكون من الصعب إزالتها تمامًا. قد يُوصى بالعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي بالإضافة إلى الجراحة.

يَعتمد تشخيص الورم السحائي إلى حد كبير على درجة الورم. يعتمد التصنيف على شكل الخلايا تحت المجهر. تتميز الأورام السحائية منخفضة الدرجة (الدرجة الأولى) بتوقعات تعافي جيدة للغاية، أفضل من الأورام السحائية من الدرجة الثالثة (الخبيثة).

ليس من غير المألوف أن يكون هناك ارتباك حول مُصطلحات الأورام السحائية. يتطلب تصنيف الورم عَيِّنة يتم جمعها من خلال خزعة أثناء الجراحة لإزالة الورم. من المهم فهم مبادئ تصنيف الورم لأنها تؤثر بشكل أساسي على التشخيص ونتائج المريض على المدى الطويل.

• الجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب (American Association of Neurological Surgeons)
• المعهد الوطني للسرطان (National Cancer Institute)
• الرابطة الأمريكية لأورام الدماغ (American Brain Tumor Association)
• الجمعية الوطنية لأورام الدماغ (National Brain Tumor Society)