التنقل أكثر

نظرة عامة على التاريخ الطبيعي للورم السحائي

طلب موعد

الورم السحائي هو الورم الأساسي الأكثر شيوعًا في الدماغ والحبل الشوكي، وينشأ من الأغشية المحيطة بالدماغ (السحايا)، ويؤدي إلى الضغط على الدماغ (شكل 1). حسب المظهر والسلوك، يُصَنَّف هذا الورم إلى واحد من ثلاثة درجات. معظم الأورام السحائية حميدة (أي الدرجة الأولى). يُمكن أن يتم تشخيص هذه الأورام بطريقة عرضية بسبب الاستخدام الواسع لاختبارات التصوير الإشعاعي لتقييم الحالات الصحية الأخرى.

يتم استنتاج التشخيص النهائي بعد أخذ عدة عوامل في الاعتبار: تاريخ المريض، والفحص البدني، واختبارات التصوير، وأخذ عينات الورم. النمط المميز الذي تظهر به الأورام السحائية عند التصوير هو السمة المُمَيزة التي تساعد على التعرف عليها. بشكل عام، تكون الأورام السحائية بدون أعراض ويبلغ قطرها حوالي 3 سنتيمتر. ولكن إذا ظهرت الأعراض فهي غالبًا ما تتوافق مع و تعكس حجم الورم وموقعه بالإضافة إلى قدرته على التسبب في تورُّم الدماغ المحلي. السبب وراء الأورام السحائية غير معروف.

تشمل العوامل التي تزيد من حدوثها: العمر، والتاريخ العائلي، والاضطرابات الوراثية، والتعرضات البيئية. تعتبر معرفة وفهم التاريخ الطبيعي للأورام السحائية أمرًا مهمًا لتوفير العلاج والدعم للمرضى وعائلاتهم.


                                        
                                            صورة 1. يظهر الورم السحائي الجبهي على الجانب الأيسر الناشئ من غطاء الدماغ (السحايا) ويضغط على الدماغ.

صورة 1. يظهر الورم السحائي الجبهي على الجانب الأيسر الناشئ من غطاء الدماغ (السحايا) ويضغط على الدماغ.

السرطان والأورام السحائية

تحديد ما إذا كان الورم السحائي سرطاني أو غير سرطاني أمر بالغ الأهمية. الورم السحائي السرطاني لديه القدرة على غزو الدماغ المحيط والهياكل ذات الصلة، مما يجعل من الصعب إزالته تمامًا. في المقابل، فإن الأورام السحائية غير السرطانية ستضغط فقط على الدماغ بدلاً من أن تغزوها ويمكن إزالتها بسهولة أكبر. إذا تسبب الورم غير السرطاني في ظهور أعراض مُزعجة، فعادةً ما يتم علاجه عن طريق  الاستئصال الجراحي الكامل.

لفهم طبيعة الورم بشكل أفضل، يتم تصنيف الأورام السحائية وفقًا لخصائصها الخلوية في واحدة من ثلاث درجات حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية (WHO). الخصائص مثل معدل النمو وشكل الخلايا تحت المجهر يشكلوا التصنيف ويوفروا نظرة ثاقبة لاحتمالية التكرار بعد الجراحة. أورام الدرجة الأولى هي الأكثر شيوعًا. في الواقع، يُعتقد أن أكثر من 80٪ من الأورام السحائية هي أورام من الدرجة الأولى. هذه الأنواع من الأورام حميدة وبطيئة النمو وتحمل أقل احتمالية للتكرار بعد الجراحة.

تتميز أورام الدرجة الثانية بمُعدَّل نمو أسرع ويمكن أن تغزو الهياكل المحيطة. يمكن أن يكون علاجها أكثر صعوبة، مع فرصة أكبر للتكرار. أخيرًا، أورام الدرجة الثالثة هي آفات سرطانية عُدوانية تنمو وتنتشر بسرعة. التعامل معها يكون مُعَقَّداً ومُحدداً.

يمكن أن يكون للأورام السحائية أحجام متغيرة حسب درجتها ووقت التشخيص. أظهرت الدراسات أن معظمها يبلغ حوالي 3 سم عند اكتشافها. مُعدل نموها حوالي 2-4 مليمتر في السنة. الأهم من ذلك هو أن الحجم ليس دائمًا العامل المُحَدِّد للجراحة. بدلاً من ذلك، يتم أخذ مجموعة من العوامل المتعلقة بالورم والمريض في الاعتبار لتحديد مسار العلاج. على سبيل المثال، إذا كان نمو الورم وموقعه يؤثران على هياكل الدماغ الحيوية و/ أو الأعصاب القحفية، فقد يتطلب الموقف تعامل جراحي فوري.

عدة أنواع من الأورام السحائية قابلة للشفاء. يمكن علاجهم بالجراحة، أو الإشعاع، أو الملاحظة، أو مزيج من تلك العلاجات. يمكن الاكتفاء بالملاحظة الطبية للأورام الصغيرة التي لا تُسبب الأعراض ومراقبتها بالتصوير دون التدخل الجراحي (صورة 2). إذا تم إجراء الجراحة، فإن الهدف هو استئصال الورم بالكامل، مع الحفاظ على الهياكل الحَرِجة المجاورة. كل مريض فريد من نوعه، ويتم تصميم العلاج وفقًا لذلك. يُفَضَّل إشراك فريق مُتَعدد التخصصات بما في ذلك جراحي المخ والأعصاب، و أخصائيي الأورام، واختصاصي الإشعاع للحصول على أفضل النتائج الممكنة.


                                        
                                            صورة 2. سهم أحمر يشير إلى ورم سحائي عرضي صغير (لا يُسبب أعراض)

صورة 2. سهم أحمر يشير إلى ورم سحائي عرضي صغير (لا يُسبب أعراض)

تشخيص الأورام السحائية

يمكن أن يكون تشخبص الورم السحائي صعبًا لأن معدل نموه بطيء جدًا لدرجة أن الورم الصغير قد لا يُسبب أي أعراض. وفي حالة حدوث الأعراض، يمكن الخلط بينها وبين حالات مرضية أخرى أو حتى أعراض الشيخوخة الطبيعية. قد لا يُعاني المرضى من الأعراض حتى ينمو الورم ليضغط على أنسجة المخ الحَرِجة القريبة.

في العديد من الحالات، يتم اكتشاف الأورام السحائية بالمصادفة عند أخذ صورة لحالة صحية غير مُرتبطة. ومع ذلك، عندما تحدث الأعراض، فإنها تعكس بشكل عام حجم وموقع الورم. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا الصداع، والغثيان، والقيء، والنوبات، وتغيرات في الرؤية، والخدر، و الضعف، وتغيُّر الحالة العقلية.

لا يوجد عرض فريد يشير تحديدًا إلى وجود الورم السحائي. يتم التشخيص من خلال تقييم شامل للأعراض، ونتائج الفحص البدني، واختبارات التصوير، والنتائج المعملية.

يمكن أن يشير التقييم العصبي إلى الموقع المُحتمل. لا تُستخدَم الاختبارات المعملية للتشخيص الأوّلي. بدلاً من ذلك، تُقدِّم الاختبارات المعملية معلومات مُفيدة حول الحالة الصحية العامة للمريض. أخيرًا، فحوصات تصوير الدماغ هي الطريقة الأمثل لتشخيص الورم السحائي.

تُعَد فحوصات تصوير الدماغ مثل الأشعة المقطعية (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) من أكثر أدوات التصوير شيوعًا لتشخيص الأورام السحائية. تَستخدِم الأشعة المقطعية الأشعة السينية لإنشاء صور للدماغ. وهي أسرع من التصوير بالرنين المغناطيسي (حوالي 30 دقيقة أو أقل) وعادة ما يتم إجراؤها كأول اختبار تصوير. من ناحية أخرى، يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي قوى مغناطيسية وموجات الراديو لإنشاء صور تُظهِر تفاصيل أكبر عن الأنسجة الرخوة. يستغرق التصوير بالرنين المغناطيسي وقتًا أطول من الأشعة المقطعية.

ولكن الصور التفصيلية التي ينتجها التصوير بالرنين المغناطيسي مفيدة جدًا في تقييم الورم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لصور الرنين المغناطيسي توجيه جراحي المخ والأعصاب عند إجراء الجراحة. والجدير بالذكر أنه إذا كان هناك حاجة إلى تقييم نمط تدفق الدم إلى الورم، فيمكن إجراء دراسات تصوير مُحَدَّدة مثل تصوير الأوعية الدموية.

نظرًا لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن تكون تشخيصية للأورام السحائية، نادرًا ما تكون هناك حاجة لأخذ خزعة. يعتمد خيار الاستئصال الجراحي أو الملاحظة الطبية على أعراض المرضى. إذا كان الورم يُسبب أعراض، يتم الاستئصال عبر حج القحف. إذا لم يكن الورم مصحوبًا بأعراض، وكان صغيرًا ولا يُسبب أي مخاوف أخرى، فإن متابعة التصوير خلال 6 أشهر ستُمَكِّننا من مراقبة الورم ومُعدل نموه. قد لا تحتاج بعض الأورام إلى التدخل لسنوات.

الأهم من ذلك، بعض الحالات الصحية الأخرى قد تكون مصحوبة بأعراض مشابهة لأعراض الورم السحائي. فأنواع أخرى من أورام الدماغ، الخراجات والالتهابات داخل الجمجمة، والنوبات، والصداع النصفي، واضطرابات المناعة الذاتية قد تسبب أعراضًا مماثلة. يمكن أن يكون علاج هذه الحالات مختلفًا، لذلك يلزم إجراء تقييم طبي مُفَصَّل لتحديد التشخيص.

ما الذي يدفعك لإجراء عمليتك مع الدكتور كوهين؟

الدكتور كوهين

  • أكثر من 7000 جراحة مُتخصصة قام بإجرائها بعد أن وَقع اختيارك عليه
  • ستجد المزيد من الرعاية الشخصية
  • خبرة واسعة = معدل نجاح أعلى وأوقات تعافٍ أسرع

المراكز الصحية الرئيسية

  • لا تتحكم في اختيار الجراح الذي يعتني بك
  • رعاية عامة للجميع
  • التركيز على عدد قليل من التخصصات

لمزيد من الأسباب، يُرجى النقر هنا.

أعراض الأورام السحائية حسب موقعها

على الرغم من أن الأورام السحائية هي أورام بطيئة النمو، إلا أن أعراضها يمكن أن تكون مرتبطة بموقعها ومدى ضغطها على هياكل الدماغ المحيطة. الأعراض الشائعة هي الصداع، والغثيان، والقيء. حتى الأورام صغيرة الحجم يمكن أن تُسبب أعراضًا شديدة إذا كانت تؤثر على مناطق الدماغ الأكثر حساسية (مثل الأعصاب البصرية)، أو تُسَبب تورُّمًا في الدماغ بسبب طبيعتها الأكثر تغلغلًا.

أجزاء الدماغ والحبل الشوكي المختلفة تتحكم في وظائف مختلفة في الجسم. من ثَمَّ يمكن أن تسبب الأورام السحائية أعراضًا ثانوية حسب الموقع الذي تظهر فيه. على سبيل المثال، إذا ضغط الورم على الأعصاب البصرية، فإن المريض سيواجه تغييرات بصرية. وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض قد تعطي معلومات مبدئية عن موقع الورم داخل الدماغ، ولكنها ليست معلومات قاطعة.

فيما يلي بعض المواقع الأكثر شيوعًا للأورام السحائية والأعراض التي تنتج عنها. تحدث الأورام السحائية داخل البطينات في التجاويف الداخلية للدماغ (أي البطينات) حيث يتدفق السائل الشوكي الدماغي. يرتفع الضغط داخل هذه البطينات والجمجمة عندما يعيق الورم تدفق السائل الشوكي الدماغي. تشمل الأعراض الصداع، والغثيان، والقيء، والخمول، وتغيرات في الرؤية.

تحدث الأورام السحائية المجاورة للمستوى السهمي في منتصف الدماغ أو على أحد جانِبَي خط المُنتصف بالقرب من سطحه. يمكن أن تسبب نوبات، وتَغَيُّرات في الشخصية، وضعف في الساق. تحدث الأورام السحائية المنجلية في الغشاء الذي يفصل بين الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ. تتحكم هذه المنطقة في العديد من الوظائف الإدراكية والشخصية. يمكن أن تتمثل الأعراض في ضعف العضلات، والتغيرات البصرية. تحدث الأورام السحائية المحدرية (في عظم المحدر) في الجزء الخلفي من الجمجمة. يمكن أن تُسبب أعراضًا مثل التغيرات في تنسيق الجسد، والبلع، والمشي، والسمع.

تنشأ الأورام السحائية المحدبة على سطح الدماغ. إذا تأثرت المنطقة الحركية، فقد ينتج عنها ضعف أو شلل في الجانب الآخر من الجسم. الورم السحائي في الثقبة العُظمى يوجد عند أكبر ثقب في الجمجمة حيث يتصل الحبل الشوكي بجذع المخ عند قاعدة الجمجمة. المساحة محدودة، لذلك يحدث الضغط بسرعة ويسبب تغيرات في التوازن، والقوة، والقدرات الحسية، والأعصاب القحفية.

تؤثر الأورام السحائية في الأخدود الشمي على قاعدة الفصوص الجبهية للمخ والأعصاب المسؤولة عن الرائحة، لذا فهي تسبب تغيرات في الشخصية أو فقدان حاسة الشم. تؤثر الأورام السحائية المخيخية على المخيخ وتُسبب تَغَيُّرات في التوازن والتنسيق. تؤثر الأورام السحائية فوق السرج التركي بشكل شائع على الغدة النخامية وقد تؤدي إلى تدهور بصري بسبب قربها من الأعصاب البصرية.

ومن المثير للاهتمام، أنه يمكن تصنيف الأورام السحائية وتمييزها ومعالجتها وفقًا للموقع التشريحي الذي نشأت منه. يتم تدريب جراحي المخ والأعصاب على تقييم الأعراض وتحديد خطة العلاج.

أسباب الأورام السحائية

أسباب الأورام السحائية مُتغيرة وترتبط بعوامل مثل العمر، والعِرق، والجنس، والعوامل البيئية (أي التعرض للإشعاع)، والأمراض الوراثية. الأورام السحائية غير شائعة عند الأطفال والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا. ولكن خطر تطورها يزداد مع تقدم العمر، وتوجد معظم الأورام السحائية في المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. يتعرض المرضى الأمريكيون من أصل أفريقي لخطر متزايد للإصابة بالورم السحائي مقارنةً بالأعراق الأخرى.

كما أظهرت بعض العوامل ارتباطًا مُتغيرًا بفرص الإصابة بالورم السحائي. أولاً، كونك أنثى يزيد قليلاً من خطر الإصابة. لقد وجدت الدراسات أن نسب حدوث الورم السحائي أعلى في النساء بعد سن البلوغ منه لدى الرجال. ثانيًا، أظهرت الهرمونات أيضًا علاقة ارتباط بنمو الورم. يتغير حجم بعض الأورام السحائية أثناء الدورة الشهرية والحمل. علاوة على ذلك، تمتلك بعض الأورام السحائية مُستقبِلات خلوية تتأثر بالهرمونات.

العوامل التي تزيد من خطر التطور هي التاريخ الطبي للعائلة، والاضطرابات الوراثية، والإشعاع المؤين. المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي من الأورام السحائية يكونون أكثر عُرضة لظهور الورم. علاوة على ذلك، ترتبط اضطرابات وراثية مُعَيَّنة بتطور الورم السحائي. الأهم من ذلك، أن الإشعاع المؤين هو عامل الخطر البيئي الرئيسي المُرتبط بِتَطَوُّر الورم السحائي. فقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية هذا الارتباط، حيث كان لدى الأشخاص الذين عندهم تاريخ من التعرض لجرعات عالية من الإشعاع المؤين زيادة في الإصابة بالأورام السحائية. على الرغم من وجود بعض العوامل المُسَبِّبة الأخرى، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

ملخص

في معظم الحالات، تكون الأورام السحائية حميدة وبدون أعراض. تنشأ من الطبقات السحائية التي تغطي وتحمي الدماغ والحبل الشوكي. تُستخدم دراسة التصوير مثل الأشعة المقطعية للرأس أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص الأورام السحائية. تعتمد العلامات والأعراض على حجم الورم وموقعه. بعض الأورام لا تُسَبِّب أعراض. لذلك، يتم اكتشافهم بالمصادفة عند التحقيق في حالة صحية مختلفة.

تشمل الأعراض الشائعة الصداع، والدوخة، والغثيان، والقيء، وضعف البصر. لم يتم تحديد الأسباب المحددة للأورام السحائية. ومع ذلك، هناك بعض عوامل الخطر المعروفة. لذلك، يُقترح أن يكون هناك فريق متعدد التخصصات لتعزيز نتائج المرضى.

النقاط الهامة

  • الأورام السحائية هي أكثر أورام الجهاز العصبي المركزي شيوعًا. معظمها أورام حميدة من الدرجة الأولى تنمو ببطء. ولكن أورام الدرجة الثانية والثالثة لها سلوك أكثر عُدوانية وسرطانية.
  • يتطلب تشخيص الأورام السحائية مجموعة من الخطوات مثل الاطلاع على التاريخ المرضي، والفحص البدني، واختبارات التصوير.
  • تعتمد علامات وأعراض الأورام السحائية على حجمها وموقعها. قد لا ينتج عن بعضها أعراض. ضمن الأعراض التي قد تظهر: الصداع، والدوخة، والغثيان، والقيء، والعجز العصبي.
  • العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالورم السحائي هي العمر، والتاريخ العائلي، والاضطرابات الوراثية، والعوامل البيئية.

الموارد

طلب موعد

قمة