الورم السحائي مُقابل الورم الأرومي الدبقي: فهم الاختلافات

ورم الدماغ هو حالة خطيرة تتطلب تقييمًا فَورِيًّا وخطة علاج مدروسة. ومع ذلك، لبدء العلاج والجراحة، يجب تشخيص الورم بشكل صحيح من خلال فحص الدماغ، ونادرًا أخذ الخزعات، واختبارات عصبية أخرى بما في ذلك دراسات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي.

اثنان من أكثر أنواع أورام المخ شيوعًا هما الورم السحائي والورم الأرومي الدبقي. عندما يتم اكتشاف كتلة غير طبيعية في دماغ المريض أو العمود الفقري، سيحاول جراحو المخ والأعصاب أوَّلاً تحديد ما إذا كان المريض يُعاني من أي منهما. يُعَد التشخيص الصحيح أمرًا بالغ الأهمية لأنه سيكون أساسًا مُهِمًا للعلاج.

تتناول هذه المقالة الورم السحائي مقابل الورم الأرومي الدبقي وأعراضهما وإجراءات التشخيص وخيارات العلاج.

سُمِّي الورم السحائي بهذا الاسم لأن هذا الورم يبدأ من السحايا أو الأغشية التي تلتف حول الدماغ والحبل الشوكي وتحميهما. معظم الأورام السحائية حميدة (غير سرطانية)، وفي حالات نادرة جدًا يمكن أن تتحول إلى أورام خبيثة (سرطانية) وتُصبح قاتلة للمرضى. ولحسن الحظ، فإن الأورام السحائية العدوانية والخبيثة نادرة جدًا.

ينمو الورم السحائي ببطء شديد. معظم المرضى لا تظهر عليهم الأعراض، لذلك قد لا يتم اكتشاف الورم لسنوات. حتى عندما تكون الأورام السحائية حميدة، يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد على المرضى: عندما ينمو الورم إلى حجم كبير يُمكن أن يضغط على أجزاء مُعَيَّنة من الدماغ ويُؤَثّر على القدرات الإدراكية للشخص، والمهارات الحركية، والكلام، والذاكرة، وما إلى ذلك.

الورم الأرومي الدبقي مُتَعَدِّد الأشكال هو ورم عدواني يتشكل من الخلايا الدبقية، وتحديدًا الخلايا النجمية. وتُسَمّى الخلايا الدبقية أيضًا "غراء" الجهاز العصبي لأنها تحيط بالخلايا العصبية وتوفر لها الدعم الهيكلي والكيميائي.

الأورام من الخلايا الدبقية غالبًا ما تكون خبيثة. يُمكن أن تبدأ في الدماغ أو الحبل الشوكي، ثم تُشَكِّل بسرعة نتوءات تشبه الإصبع، وتنتشر وتُدَمِّر أنسجة الدماغ السليمة المُحيطة.

لا يُمكن الشفاء من الورم الأرومي الدبقي. يخضع المرضى للعلاج التالي (الجراحة، والإشعاع، والعلاج الكيميائي) لإبطاء نمو وانتشار الخلايا السرطانية وتقليل الأعراض التي تشمل الصداع الشديد، والنوبات، والضعف، والقيء، والرؤية المزدوجة، والغثيان، وغيرها .

فيما يلي مُلخَّص للاختلافات بين الورم السحائي والورم الأرومي الدبقي:

يقوم جراحو المخ والأعصاب بإجراء الاختبارات التالية لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من ورم سحائي أو ورم أرومي دبقي:

• تَستخدِم الأشعة المقطعية (CT) الأشعة السينية لإنشاء صور مقطعية للدماغ.
• تَستخدِم فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) المجالات المغناطيسية لإنشاء صور مقطعية أكثر تفصيلاً للدماغ بأكمله.
• خزعة لاستبعاد أنواع أخرى من الأورام وإجراء التشخيص النهائي (نادرًا ما يتم ذلك).
• الفحص العصبي للتحقق من إبصار المريض، وسمعه، وتنسيقه، وقوته البدنية، وتوازنه، وردود أفعاله. يمكن أن تساعد الأعراض غير النمطية والضعف العصبي في هذه المناطق أطباء الأعصاب في تحديد موقع الورم.

يمكن أن تكون أورام الدماغ خبيثة (سرطانية) أو حميدة (غير سرطانية)، أو أوَّلية (تنشأ من أنسجة في الدماغ والمناطق المُحيطة بها مباشرة) أو مُنتشرة (تنشأ في مكان آخر من الجسم وتنتشر إلى الدماغ عبر مجرى الدم). ويمكن أيضًا أن تكون سريعة النمو أو تستغرق سنوات لتنمو. ويأخذ الأطباء هذه العوامل في الاعتبار عند تحديد نوع ورم الدماغ لدى المريض وعلاجه.

إذا كنت قد قرأت بعض المعلومات مُسبقًا، فربما تكون قد صادفت نوعًا آخر من أورام المخ يسمى الورم الدبقي . يستخدمه البعض بالتبادل مع الورم الأرومي الدبقي لأنهما يشتركان في نفس التصنيف، لكن علاجات كل منهما تختلف.

الورم الأرومي الدبقي هو نوع من الورم الدبقي. "الورم الدبقي" هو مصطلح وتصنيف شامل ينطبق على جميع الأورام التي تبدأ من الخلايا الدبقية في الدماغ والحبل الشوكي. الورم الأرومي الدبقي هو ورم دبقي من الدرجة الرابعة، وهو الأعلى على المقياس.

إنه النوع الأكثر عدوانية وبالتالي يتطلب علاجًا بنفس القدر من الشراسة. في حين أن الأورام الدبقية من الدرجة الأولى حميدة نسبيًا ويمكن علاجها بالجراحة وحدها، فإن الأورام الدبقية من الدرجة الرابعة غالبًا ما تتطلب مزيجًا من الجراحة، والعلاج الكيميائي، وخيارات العلاج الأُخرى. تختلف الأورام الدبقية من الدرجة الثانية والثالثة في مدى عدوانيتها.

تم التعرف على أكثر من 120 ورمًا في المخ من قِبَل المجتمع الطبي حتى الآن. على الرغم من أن الأورام ليست كلها سرطانية، إلا أن وجودها في الدماغ قد يُؤَدّي إلى آثار جانبية تُغَيِّر الحياة مثل مشاكل الحركة، والكلام، والذاكرة. لا يزال من الممكن أن تنمو الأورام الحميدة وتضغط على أجزاء من الدماغ. ولذلك، فإن التشخيص الصحيح وتحديد موقع ورم الدماغ أمر بالغ الأهمية.

وهذا ما يُفَسِّر أيضًا أهمية الحصول على رأي ثانٍ : يمكن للأخصائيين الآخرين نفي أو تأكيد التشخيص الأول. إذا كان لدى الأخصائيين رأى مُختلف، فإن الجولة الثانية من الاختبارات ستُزَوِّد أطبائك بمزيد من المعلومات المُفيدة لتحديد نوع الورم وطبيعته.

فيما يلي بعض الفوائد الأخرى للحصول على رأي ثانٍ:

• إذا تم التغاضي عن أي شيء في الجولة الأولى من الفحوصات أو إذا انتشر الورم بِسُرعة أكبر من المُتوقَّع، فإن الجولة الثانية من الاختبارات ستُحَدِّد ذلك.
• يمكن للمرضى الحصول على فُرَص لخطط العلاج البديلة والوصول إلى التجارب السريرية.
• يمكن للمرضى أن يطلبوا الإحالة إلى كبار المُتخصِّصين في المدينة أو الولاية.
• سوف يتعلم المرضى وعائلاتهم المزيد عن أورام المخ وخيارات العلاج. سيكون لديهم أيضًا الوقت لتقييم ما إذا كانوا يريدون الاستمرار مع فريق الرعاية الصحية الحالي الخاص بهم.

على الرغم من أن الحصول على تشخيص دقيق هو مُجرد خطوة أولى فيما يمكن أن يكون رحلة طويلة نحو التعافي، إلا أن راحة البال التي تحصل عليها هي مكافأة في حد ذاتها. أنت تعرف حالتك، لذا يمكنك التخطيط لخطواتك التالية مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك. ستشعر أيضًا بمزيد من الثقة لمواصلة العلاج مع العلم أنك قد قُمت بتغطية جميع الأمور، وأنك تَتَّخِذ أفضل قرار ممكن.

إذا تم تشخيص إصابتك أنت أو أي شخص تعرفه مؤخرًا بورم في المخ، ففكر في الحصول على رأي ثانٍ من أحد أبرز جراحي المخ والأعصاب في العالم.

يُعَد الدكتور أرون كوهينجادول، الحائز على وسام فيلهلم ماغنوس، أحد أبرز جراحي المخ والأعصاب في العالم. لقد أجرى أكثر من 7000 عملية جراحية مُعَقَّدة في الدماغ وقام بتأليف أكثر من 540 منشورًا بحثيًا تمت مراجعته من قبل النظراء في المجال. وهو جرّاح، وأستاذ، وباحث، ومُعَلِّم، ورائد في جراحة المخ والأعصاب، ويواصل ابتكار التقنيات الجراحية لإحداث ثورة في رعاية المرضى.

تواصل مع الدكتور كوهينجادول وفريقه اليوم.

• الجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب American Association of Neurological Surgeons
• الجمعية الأمريكية لأورام الدماغ American Brain Tumor Association
• مؤسسة علوم الدماغ Brain Science Foundation
• الجمعية الوطنية لأورام الدماغ National Brain Tumor Society
• جمعية السرطان الأمريكية American Cancer Society