العلاج الكيميائي للورم الدبقي

من الطبيعي أن يكون لدى المرضى وأفراد أسرتهم أسئلة حول كيفية تغيير العلاج الكيميائي لحياتهم. والخبر السار هو أن الأطباء والعلماء لديهم فهم مُتزايد لكيفية الاستخدام الفَعّال للعلاج الكيميائي للأورام الدبقية، وكيفية الحد من الآثار السلبية.

غالبًا ما يَستخدم الأطباء العلاج الكيميائي بالتزامن مع الجراحة والإشعاع لعلاج أورام المخ. يُهاجم العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية التي تنقسم بسُرعة. ومع ذلك، يُؤَثِّر العلاج الكيميائي أيضًا على الخلايا الطبيعية الأخرى سريعة الانقسام في الجسم. 

تتناول هذه المقالة عِدَّة جوانب من العلاج الكيميائي لأورام الدماغ والسرطانات وتتناول الآثار الجانبية القصيرة والطويلة المدى.

قبل العلاج الكيميائي، تبدأ رحلة المريض باستشارة الأطباء المُختلفين. غالبًا ما تشمل هذه الرحلة أطباء الأورام، وأطباء الأعصاب، وجرّاحي المخ والأعصاب. سيقوم هؤلاء المُتخصِّصون بعمل خطة علاجية بناءً على الاحتياجات الفريدة لكل مريض. قد تتضمن هذه الخطة مزيجًا من الجراحة، والإشعاع، والعلاج الكيميائي. قد يتم اتخاذ قرار بدء العلاج الكيميائي قبل الجراحة أو بعدها.

يُعتبر إجراء تَلَقّي العلاج الكيميائي بسيطة نسبيًا. أثناء العلاج الكيميائي، إذا لم يكن الدواء متوفرًا في شكل حبوب، فقد تحتاج الممرضات إلى بدء الحقن الوريدي. إذا تم إعطاء العلاج الكيميائي بشكل روتيني ومُتكرِّر، فقد يكون لدى المرضى خيار الحصول على منفذ وريدي طويل الأمد لتجنب وخز الإبر المتكرر. غالبًا ما يتم العلاج الكيميائي على مراحل؛ يتلقى المرضى العلاج ثم يستغرقون وقتًا للتعافي.

تيموزولوميد (تيمادور) وبيفاسيزوماب (أفاستين) هما علاجان كيميائيان شائعان يُستخدَمان لعلاج الورم الدبقي. 

فيما يلي مزيد من المعلومات حول كل دواء: 

• يعمل تيموزولوميد عن طريق تثبيط نمو الخلايا سريعة الانقسام. يلتصق هذا الدواء بمنطقة في الحمض النووي للخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تدميرها ذاتيًا. قد تحتوي بعض الأورام، مثل بعض الطفرات في الورم الأرومي الدبقي، على طفرات تجعلها أكثر عُرضة للعلاج بالتيموزولوميد. تجدر الإشارة إلى أن تيموزولوميد غالبًا ما يتم تناوله عن طريق الفم، في شكل حبوب.
• أفاستين يمنع الأوعية الدموية من النمو. والفكرة هي منع الأورام من تكوين إمدادات دم جديدة، وبالتالي قطع إمدادات الدم إلى الورم الدبقي ومنعه من النمو أو التكرار. غالبًا ما يتم إعطاء هذا الدواء من خلال الوريد مباشرةً إلى مجرى الدم.

الآن سنناقش الآثار الجانبية.

ترتبط الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي في بعض الأحيان ارتباطًا مباشرًا بآلية عمل الأدوية وأحيانًا نتيجة لعلاجات أخرى. إن طبيب الأورام الخاص بك والقائمين على إدارة الأدوية هم الأفضل لشرح الآثار الجانبية المُحتملة بناءً على جرعة ونوع العلاج الكيميائي الذي تتلقاه.

فيما يلي العديد من الآثار الجانبية قصيرة المدى لنوعين شائعين من العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج الأورام الدبقية: 

• الآثار الجانبية لتيموزولوميد (تيمودار): سيُؤَثِّر هذا الدواء على خلايا أخرى تنقسم بسرعة في الجسم، مما يؤدي إلى تساقط الشعر، وتهيُّج الأمعاء (يُسبِّب الغثيان)، وتَوَقُّف إنتاج خلايا الدم، والتعب، وضعف الجهاز المناعي (زيادة خطر الإصابة بالعدوى).
• الآثار الجانبية لأفاستين (بيفاسيزوماب): قد يرى المرضى آثارًا جانبية تقليدية مُرتبطة بأنواع أخرى من العلاج الكيميائي، كما هو مذكور أعلاه، ولكن هناك أيضًا احتمال رؤية آثار جانبية مُرتبطة بالأوعية الدموية، بما في ذلك نزيف الأنف أو الطفح الجلدي. قد يكون هناك أيضًا خطر مُتزايد للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

الآن، دعونا نناقش الآثار الجانبية طويلة المدى للعلاج الكيميائي.

يتساءل المرضى عن مُدَّة فترة التعافي بعد العلاج الكيميائي. كيف ستبدو الحياة بعد انتهاء علاج السرطان؟ 

فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول الآثار الجانبية طويلة المدى للعلاج الكيميائي للورم الدبقي: 

• هل سأعاني من تغيُّرات في الشخصية بعد العلاج الكيميائي؟ 
• هل هناك فقدان للذاكرة بعد العلاج الكيميائي؟ 
• كم من الوقت يمكنك العيش بعد العلاج الكيميائي لورم الدماغ؟ 
• متى يمكنك القيادة بعد العلاج الكيميائي؟ 
• ما هو مُعَدَّل نجاح إزالة أورام المخ بالعلاج الكيميائي؟ 

فيما يلي بعض الإجابات.

سيكون لدى الجميع تجربة مختلفة بعد العلاج الكيميائي. من الصعب التنبؤ بالتأثير الدقيق على الشخصية. بعض الناس يكونون في حالة جيدة بشكل مُدهش، والبعض الآخر يتأثر بشكل أكبر نتيجة للعلاج الكيميائي وعبء الورم. في بعض الأحيان يكون من الصعب فصل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي عن آثار الورم و رَد فِعل المريض بسبب تشخيص ورم الدماغ الذي يُغَيِّر الحياة.

بشكل عام، أثناء العلاج الكيميائي، ستكون أقل نشاطًا وأقل حماسًا للأنشطة الشاقة. قد يعاني بعض الأشخاص من الاكتئاب. ولكن يجد العديد من المرضى أن أعراض العلاج الكيميائي تَتَحسَّن بعد انتهاء العلاج.

يتساءل الكثير من الناس عن فقدان الذاكرة واستعادتها بعد العلاج الكيميائي. العلاج الكيميائي يُمكن أن يُسَبِّب تغيُّرات مُتَقطِّعة في الذاكرة وصعوبة في التركيز. يُسَمِّي بعض الناس هذا "الدماغ الكيميائي" أو الضعف الإدراكي المُرتبط بالسرطان (CRCI). 

أظهرت الدراسات أن الضعف الإدراكي المُرتبط بالسرطان يمكن أن يَنتُج عن وجود ورم في الجسم، حتى بدون علاج. ومع ذلك، يُمكن أن يُصبِح هذا أكثر وضوحًا مع بدء العلاج الكيميائي. يمكن أن يحدث الضعف الإدراكي المُرتبط بالسرطان نتيجة للضغط المُشتَرَك للعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والإرهاق العقلي والجسدي العام. لا يُعاني الجميع من هذه الحالة، وسيكون كل مريض مُختلفًا. هل ستعود الذاكرة والتركيز بعد العلاج الكيميائي؟ في أغلب الأحيان، مع مرور الوقت، سوف تتحَسَّن الذاكرة.

غالبًا ما يتجنب المرضى القيادة بعد أول جلستين للعلاج الكيميائي. وبعد ذلك، بناءً على كيفية استجابتهم، يمكنهم اتخاذ قرار مُستنير بشأن سلامة الأنشطة عالية الخطورة مثل القيادة. 

لا توجد قاعدة صارمة بشأن متى يستطيع الشخص القيادة بعد العلاج الكيميائي. ومع ذلك، من المهم استشارة طبيبك والاستماع إلى جسدك عند اتخاذ قرار بشأن الوقت الآمِن لبدء القيادة بعد العلاج الكيميائي.

عادةً ما يتم الجمع بين العلاج الكيميائي للورم الأرومي الدبقي مع الجراحة والإشعاع. غالبًا ما يُعَزِّز العلاج الكيميائي طُرُق العلاج الأخرى. يَعتمِد نجاح العلاج الكيميائي على عُمر المريض، ودرجة الورم، والاستجابة للعلاجات الأخرى. 

يتم تصنيف الأورام الدبقية من قِبَل منظمة الصحة العالمية بدرجات تتراوح من الأولى إلى الرابعة. تتمتع الأورام الدبقية من الدرجة الأولى لمنظمة الصحة العالمية بأفضل فرصة للبقاء على المدى الطويل، في حين أن الأورام الدبقية من الدرجة الرابعة تحمل أدنى مُعَدَّل للبقاء على قيد الحياة. كم من الوقت يُمكنك العيش بعد تَلَقّي العلاج الكيميائي لورم في المخ؟ 

من الصعب التنبُّؤ بالمُدَّة التي سيعيشها الشخص بعد علاج الأورام الدبقية. مُعَدَّلات البقاء على قيد الحياة تَعتَمِد على عوامل مُتَعَدِّدَة. العديد من المرضى الذين يعانون من الأورام الدبقية مُنخفضة الدرجة لديهم فرصة تزيد عن 90٪ للبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات. ومع ذلك، بالنسبة للأورام الدبقية عالية الدرجة، يكون مُعَدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أقل بكثير، ويتراوح من 6-9% لدى كبار السن إلى 22% للأفراد الأصغر سنًا. إن عدد العوامل التي تُؤَثِّر على البقاء على قيد الحياة في هذه الحالات يجعل من الصعب تحديد الفائدة الدقيقة للعلاج الكيميائي بمَعزَل عن غيره.

مُلاحظة: ضع في اعتبارك مُعَدَّلات البقاء على قيد الحياة ضِمن السياق. مُعَدَّل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات هو خمس سنوات "على الأقل" ولا يأخذ في الاعتبار التطوُّرات الحديثة. كما أن الإحصائيات العامة لا تأخذ في الاعتبار الحالات الفريدة لكل مريض.

• عندما يبدأ المريض رحلة العلاج الكيميائي، فمن المُطَمئِن أن يكون على دراية بما يُمكن توقعه.
• يُعَد تَلَقّي العلاج الكيميائي للأورام الدبقية رحلة جديدة للعديد من المرضى؛ ولكن الاستعداد لمواجهة العقبات وبناء شبكة من الدعم سيمنح المرضى الأمل ويُهَيِّئَهُم لتحقيق النتائج المُثلَى.

• جمعية السرطان الأمريكية American Cancer Society
• الجمعية الأمريكية لعلم الأورام الإكلينيكية American Society of Clinical Oncology
• مايو كلينيك Mayo Clinic