ما هي أعراض الورم الدبقي؟

يُمكن أن تُسَبِّب الأورام الدبقية أعراضًا مُحَيِّرة وغير مُحَدَّدة تَتَشابه مع أعراض أمراض أُخرى. يمكن أن تكون الأعراض أيضًا خَفِيَّة بدرجة كافية (مثل صعوبات الذاكرة وتغيُّرات الشخصية) لتأخير التشخيص والعلاج بشكل كبير. الدماغ هو مركز التحكُّم في الجسم، لذلك عندما يُسَبِّب الورم تهيُّجًا، قد تحدث العديد من الأعراض. ستُوَفِّر هذه المقالة نظرة وفهمًا لأعراض الأورام الدبقية.

يمكن أن يختلف سرطان الدماغ واعراضه بناءً على موقع الورم الدبقي، وحجمه، وشدته، أو عدوانيته. على سبيل المثال، إذا كان الورم يقع بالقرب من المخيخ (جزء الدماغ الذي يتحكَّم في التنسيق)، فمن المُحتمل أن يُواجه المريض صُعوبات في التوازن أو السقوط المُفاجئ. ولكن إذا كان الورم الدبقي يُهَيِّج الفص الصدغي (الجزء من الدماغ الذي يتحكم في الذاكرة، وفهم اللغة، والعواطف)، فقد تشمل الأعراض الارتباك أو النسيان، بالإضافة إلى النوبات. كما يختلف سرطان الدماغ واعراضه بإختلاف المرحلة، فهناك أعراض سرطان الدماغ في مراحله الأولى وهناك أعراض سرطان الدماغ في مراحله الأخيرة. 

لذلك، يُمكِن أن تُسَبِّب الأورام الدبقية مجموعة واسعة من الأعراض. لسوء الحظ، قد لا تظهر أعراض الأورام الدبقية حتى تصل إلى مراحل لاحقة من النمو وغزو الدماغ. سأُقَدِّم أدناه إجابات لبعض الأسئلة الأكثر شُيوعًا التي يطرحها المرضى حول أعراض ورم الدماغ.

للبدء، دعونا نكشف عن قائمة عامة بالأعراض الشائعة. كما سترى، فإن العديد من هذه الأعراض يُمكن أن تُحاكي أمراضًا أخرى.

تشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعًا للأورام الدبقية ما يلي: 

• الصداع المتكرر 
• النعاس 
• الغثيان والقيء غير المبرر 
• نوبات الصرع 
• صعوبة في التحدث 
• فقدان التوازن
• تغيرات في الشخصية والتهيُّج 

هذه بعض الأعراض المُحتملة. سنتناول بعض الأسئلة الشائعة حول أعراض الورم الدبقي والورم الأرومي الدبقي (الورم الدبقي الأكثر خطورة) في الأقسام التالية.

تنجم أعراض الورم الدبقي عادةً عن نمو الورم وارتشاحه (غزوه) في أنسجة المخ الطبيعية المحيطة. هذا الغزو وإزاحة هياكل الدماغ المُحيطة يمكن أن يُسبِّب تهيُّج الخلايا العصبية المُحيطة (خلايا الدماغ). ولسوء الحظ، فإن الأورام الدبقية لها أنماط نمو تغزو أنسجة المخ الطبيعية. هذا النمط يجعل إزالتها الآمنة والكاملة عن طريق الجراحة مُستحيلة.

ومع ذلك، فإن نمو الورم يمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة الضغط في جمجمتك (الضغط داخل الجمجمة) وهي مساحة مُغلقة وبالتالي تحتوي على مساحة محدودة. هذه الزيادة في الضغط يُمكن أن تُسَبِّب تهيُّجًا عامًا وصُداعًا شديدًا (خاصةً عند الاستيقاظ من النوم). في حالات نادرة، يُمكن أن يؤدي الضغط المُفرط داخل الجمجمة إلى دفع الدماغ بشكل كبير (فتق الدماغ) ويؤدي إلى النعاس وحتى الغيبوبة.

تُسَبِّب الأورام الدبقية مجموعة واسعة من الأعراض لأن الدماغ يحتوي على العديد من المناطق ذات الوظائف المُختلفة. فَكِّر في الدماغ مثل المنزل. إذا قُطِعَت الكهرباء، تنطفئ الأضواء. في حالة العبث بالسباكة، يتوقف الدُّش.

وبالمثل، تظهر أعراض الورم الدبقي بناءً على مكان نمو الورم في الدماغ. على سبيل المثال، يتحكم الجزء الخلفي من الدماغ (الفص القذالي) في المعالجة البصرية. لذا، إذا كان الورم ينمو بالقرب من الجزء الخلفي من الدماغ، فقد تواجه مشاكل في الرؤية.

وبدلاً من ذلك، يتحكم الجزء الأمامي من الدماغ (الفص الجبهي) في اتخاذ القرار، والشخصية، والمزاج. إذا تأثَّر الفص الجبهي بورم، فقد تشعر بالتهيُّج السلوكي، وهفوات في التفكير المنطقي.

ويستمر هذا النمط في جميع أنحاء الدماغ، حيث تُسبِّب مناطق مُحَدَّدة أعراضًا مُحَدَّدة. ومع ذلك، فإن حجم ونوع الورم الدبقي سيلعب أيضًا دورًا في شدة الأعراض وتطوُّرها. سنتحدث عن هذا في القسم التالي.

لسوء الحظ، قد لا تظهر أعراض سرطان الدماغ في مراحله الأولى، ولذا قد لا يمكننا تشخيص الأورام الدبقية في وقت مُبَكِّر بما يكفي لمعرفة المدة التي يستغرقها و استخدام تلك المعرفة لتحسين توقعات التعافي بشكل عام. غالبًا ما تظهر أعراض سرطان الدماغ في مراحله الأخيرة بعد أن تغزو الأورام أنسجة الدماغ الطبيعي. نحن نعلم أن مُعَدَّل نمو الورم الدبقي يعتمد على نوع الورم المُحَدَّد. النوع الأكثر عدوانية من الورم الدبقي، مثل الورم الأرومي الدبقي، ينمو بسرعة أكبر ويظهر بأعراض مُتَقدِّمة للغاية. تُنتِج الأورام الدبقية ذات الدرجة المُنخفضة الأقل عدوانية أعراضًا تتقَدَّم بشكل أبطأ. 

الأورام الدبقية مُنخفضة الدرجة مثل الأورام النجمية شعرية الخلايا تنمو ببطء شديد وترتبط بنتائج ممتازة بعد الجراحة. تُسمّى هذه الأورام غير العدوانية بالأورام الحميدة.

ستبدأ أعراض الورم الدبقي في الظهور عندما يبدأ الورم في تثبيط و/ أو تهيُّج أنسجة المخ المحيطة. قد يستغرق هذا النمو بضع سنوات أو بضعة أشهر. يعتمد ذلك على نوع الورم ومُعَدَّل نمو الورم.

يمكن أن يلعب موقع الورم دورًا في بداية ظهور الأعراض. إذا تَطَوَّر الورم الدبقي في منطقة حساسة للغاية من الدماغ، فقد تظهر الأعراض في وقت أقرب. 

وللأسف، فإن العديد من المرضى لا يُنَبِّهون أطبائهم إلا بعد ملاحظة الأعراض المُتَكرِّرة لعدة أشهر. وبما أن الأعراض تتشابه مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى، فمن الصعب الوصول إلى التشخيص بسرعة. هناك حاجة إلى العديد من الاختبارات ودراسات التصوير قبل أن يتمَكَّن جراح المخ والأعصاب من تقديم خطة للتشخيص النهائي.

غالبًا ما تكون الأعراض الأولى للورم الأرومي الدبقي غامضة. أبلَغ العديد من المرضى عن أعراض مُبَكِّرة مثل الصداع، أو النعاس، أو عدم الاستقرار، أو صعوبات في الذاكرة، أو التهيُّج السلوكي. يتجاهل العديد من المرضى هذه المُؤَشِّرات المُبَكِّرة، ولا يطلبون المساعدة إلا عند ظهور أعراض أكثر خطورة، مثل النوبات، أو الضعف، أو انخفاض مستوى الوعي. 

بالإضافة إلى الأعراض المُبَكِّرة، يشعر الكثير من الأشخاص بالفضول بشأن أعراض المرحلة المُتَأخِّرة من الورم الأرومي الدبقي. كما قد تتخيل، تميل هذه الأعراض إلى أن تكون أكثر حِدَّة. 

فيما يلي العديد من العلامات والأعراض للورم الأرومي الدبقي المُتَقَدِّم:

• انخفاض مستوى الوعي 
• النوبات 
• الحُمّى 
• صعوبة في البلع أو الأكل (عُسر البلع)
• الصداع 

تذكر أن أعراض المرحلة المُتأخِّرة قد يتم حَجبها عن طريق العلاجات المُلَطِّفة، مثل أدوية الألم.

• إن التعرُّف على علامات وأعراض الورم الدبقي يمنح المرضى وأحبائهم سلاحًا هامًا في المعركة ضد أورام المخ.
• التشخيص في الوقت المُناسب مُهِم لضمان أفضل النتائج المُمكنة. 
• يُمكن أن تختلف العلامات والأعراض الناجمة عن أورام المخ بشكل كبير. إذا كنت تتلقى علاجًا للورم الدبقي، فقد يقترح بعض الأطباء أن تحتفظ بمُذَكِّرة عن أي علامات وأعراض مُتَكرِّرة حيث سيساعد ذلك في توجيه المزيد من الرعاية.
• تَذَكَّر، انتبه جيدًا لجِسمك، واستمع إلى الأصدقاء والعائلة والأطباء الموثوقين.

• الجمعية الأمريكية لأورام الدماغ American Brain Tumor Association
• الجمعية الوطنية لأورام الدماغ National Brain Tumor Society