ما هي أسباب الورم الدبقي؟

هل تتساءل عن أسباب الأورام الدبقية؟ من الصعب بالنسبة لكثير من الناس أن يتخَيَّلوا أن شخصًا يتمتَّع بصحة جيدة يُصاب بسرطان الدماغ. للأسف، غالبًا ما يكون من الصعب تحديد سبب واضح للأورام الدبقية.

يُعتقد أن الأورام الدبقية تنشأ من طفرات جينية (تغيُّرات) في الخلايا الدبقية. عندما يصبح التركيب الجيني لهذه الخلايا مُتحوِّرًا، يُمكن أن يُؤَدّي نمو الأنسجة غير الطبيعي إلى ظهور أورام مثل الورم الدبقي والورم الأرومي الدبقي. هذه الطفرات ليست مفهومة تمامًا؛ ومع ذلك، فقد حددنا الأسباب المحتملة وعوامل الخطر، مثل التعرض للإشعاع المؤين والحالات الوراثية. 

ما هي الطفرة؟ ما الذي يُسبِّب الإشعاع المؤين؟ هل يمكنك أن ترث ورم أرومي دبقي؟ هذه أسئلة مُهِمَّة. أدناه، سوف نَستعرض عدة إجابات.

على الرغم من أن سبب الورم الدبقي ليس مَفهومًا تمامًا، إلا أن العلماء والأطباء لديهم العديد من النظرِيَّات القويَّة. أدناه، سوف نستكشف السببين المُحتملين الأكثر شيوعًا للأورام الدبقية:

1. التعرض للإشعاعات المؤينة
2. الحالات الوراثية

وفي الأقسام اللاحقة، سنقدم لمحة عامة عن الطفرات الخلوية التي تؤدي إلى الأورام الدبقية. في حين أن هذه الطفرات ليست بالضرورة السبب الرئيسي، فإن التعرُّف على كيفية تكون الأورام الدبقية يُمكن أن يُقَلِّل من الارتباك المُصاحب للتشخيص بالمرض.

يُنتِج الإشعاع المؤين طاقة قادرة على تجريد الذرات من الإلكترونات. يُمكن أن يؤدي التعرُّض لكميات كافية من الإشعاعات المؤينة إلى حدوث طفرات قد تُحَفِّز تكوين الخلايا السرطانية. 

ما هي الأشياء التي تُنتِج الإشعاعات المؤينة؟ المكان الأكثر شيوعًا الذي يواجه فيه الشخص الإشعاع المؤين هو الأشعة السينية والأشعة المقطعية (التصوير بالرنين المغناطيسي لا يُنتِج إشعاعًا) أو عند الخضوع للعلاج الإشعاعي لعلاج أمراض أخرى. ولكن شيئًا (رغم أنه غير شائع) مثل الانفجار الذَرِّي يُمكن أن يُطلِق أيضًا إشعاعات مؤينة. 

يوازن معظم الأطباء بعناية بين فوائد التشخيص والعلاج واحتمال حدوث آثار ضارة من الإجراءات الطبية التي تُنتِج الإشعاعات المؤينة. 

بالإضافة إلى الإشعاعات المؤينة، يعتقد الكثيرون أن الجينات تلعب دورًا في التسبب في أورام المخ. نتناول إمكانية وراثة الورم الدبقي في القسم التالي.

هل يُمكن لأي شخص أن يَرِث الورم الدبقي أو الورم الأرومي الدبقي من والِدَيه أو أقارِبه؟ يَعتبر الأطباء أن التاريخ العائلي للورم الدبقي أو الورم الأرومي الدبقي هو عامل خطر لأورام المخ. ومع ذلك، فإن العديد من المرضى يُصابون بالورم الدبقي أو الورم الأرومي الدبقي دون وجود صلة عائلية واضحة. 

وفيما يلي حالات وراثية نادرة قد تزيد من احتمالية الإصابة بالأورام بشكل عام، بما في ذلك تلك التي تنشأ في الدماغ:

1. متلازمة توركوت: طفرات في جينات إصلاح الحمض النووي (MLH1 وPMS2)، أو الجين الكابِت للورم (APC) والتي قد تظهر في البداية مع أورام القولون. 
2. الورم الليفي العصبي من النوع 1: طفرة في جين NF1 الذي يمنع نمو الخلايا بشكل طبيعي. تتمَيَّز بوجود أورام صغيرة على طول الأعصاب.
3. متلازمة لي-فروميني:  طفرة في جين TP53 الذي يعمل على منع تَكَوُّن الأورام. هذه الطفرة تُعيق الوظيفة الطبيعية للجين مما يُزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.

هذه حالات نادرة وتُساعد فقط في توضيح عوامل الخطر على المستوى الخلوي. في القسم التالي، سنتحدث عن كيفية ظهور الأورام الدبقية من الطفرات.

أسباب حدوث الطفرات ليست مفهومة تمامًا. ومع ذلك، بمجرد حدوث كميات كافية من الطفرات الخلوية، قد تتطور الخلايا لتُصبح سرطانية وتكون قادرة على الخضوع لنمو لا يُمكن السيطرة عليه. وهنا قد تتساءل: ما هي الطفرة؟ وكيف تتحَوَّل إلى الورم الأرومي الدبقي؟ فيما يلي نُقَدِّم شرحًا أساسيًّا. 

تتمتع الخلايا الدبقية (الخلايا الداعمة في الدماغ) بحياة خاصة بها، فهي تتشكَّل وتُؤَدّي وظائفها وتَتَجدَّد عندما تفشل في العمل بشكل صحيح. ولكن، إذا حدثت طفرة، فقد تؤدي إلى تعطيل دورة حياة الخلايا الدبقية. يُمكن أن تبدأ هذه الخلايا في التكاثُر بلا حدود. وهذا النمو السريع وغير المُنضَبِط هو ما يُؤَدِّي إلى ظُهور الورم. 

ولكن ليست كل الأورام عدوانية مثل غيرها. في القسم التالي، سنناقش الأسباب التي قد تُسَبِّب الأورام الدبقية الغازية عالية الدرجة .

ما هو الورم الدبقي عالي الدرجة؟ تقع الأورام الدبقية ضمن أربع درجات. الدرجة الأولى هي الأقل تَوَغُّلًا والدرجة الرابعة هي الأكثر توغُّلًا. الورم الأرومي الدبقي هو ورم دبقي من الدرجة الرابعة. على هذا النحو، فإنه عادةً ما يحمل توقعات سيئة للغاية. 

غالبًا ما ينشأ الورم الدبقي عالي الدرجة من ورم دبقي مُنخفض الدرجة حيث يعود بعد إزالته جراحيًا أو يستمر في النمو والتطوُّر بمرور الوقت. ومن المُمكن أيضًا أن تنشأ الأورام الدبقية عالية الدرجة تلقائيًا. الورم الدبقي العدواني ينمو بسرعة، حتى أن بعض الأوعية الدموية تنمو ذاتيًا. وبالتالي، فإن اكتشاف الأورام الدبقية وعلاجها أثناء وجودها في الدرجة الأدنى أمر مُهِم لإطالة فترة البقاء على قيد الحياة . في القسم التالي، سنناقش سؤالًا شائعًا للمرضى الذين يعانون من الورم الدبقي: هل الورم الدبقي مُنخفض الدرجة قابل للشفاء؟

الأورام الدبقية منخفضة الدرجة (الدرجتان الأولى والثانية)، عند تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح، تتمتع بأفضل مُعَدَّلات البقاء على قيد الحياة. وهي أورام حميدة نسبيًا. غالبًا ما يعالج جراحو المخ والأعصاب هذه الأورام الدبقية بالجراحة، لكن هذه الأورام غير قابلة للشفاء. في كثير من الحالات، يكون مُعَدَّل البقاء على قيد الحياة للأورام الدبقية منخفضة الدرجة أكثر من 90% خلال 7 سنوات بعد التشخيص. وللأسف، فإن جميع الأورام الدبقية منخفضة الدرجة تقريبًا تتحول إلى نظيراتها عالية الدرجة وتُقصر من عمر المريض.

أسباب الورم الدبقي ليست مفهومة تمامًا. يُعَد الإشعاع المؤين والعديد من الحالات الوراثية النادرة سببين مُحتملين. من المُرَجّح أن تتطور الأورام الدبقية مُنخفضة الدرجة إلى أورام دبقية عالية الدرجة. يُعَد العلاج المُبَكِّر للورم الدبقي مُنخفض الدرجة أمرًا أساسيًا للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.

هناك الكثير من المعلومات من مصادر مختلفة حول سبب الأورام الدبقية والأورام الأرومية الدبقية. احرص على استشارة الأطباء الموثوق بهم أثناء استخلاص استنتاجات حول أسباب الأورام الدبقية. في كثير من الحالات، يبدو أن أورام المخ هي نتيجة طفرات عفويَّة عشوائية.

• مؤسسة الورم الأرومي الدبقي Glioblastoma Foundation
• مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Preventio
• مؤسسة أورام الدماغ Brain Tumor Foundation