اختيار جراح المخ والأعصاب الخاص بك

قد يصاب المرضى الذين يعانون من ورم في المخ أو اضطراب آخر في الجهاز العصبي المركزي بالإحباط بسبب اختلاف الآراء الطبية حول خطة العلاج لحالتهم. في النهاية، يعود قرار إجراء الجراحة إلى المريض بعد الحصول على رأي موضوعي حول خيارات العلاج. هنا، أناقش العوامل المحتملة التي يمكن أن تُؤثّر على ما إذا كانت جراحة المخ والأعصاب مناسبة لك، وإذا كان الأمر كذلك، كيف تحدد من هو جراح المخ والأعصاب الذي ستستأمنه على حياتك.

تنطوي العملية الجراحية للدماغ على مخاطر خفيفة إلى متوسطة وقد تشمل حدوث مضاعفات طويلة الأمد، خاصةً إذا كان الورم يقع في منطقة حرجة يصعب على الجراح الوصول إليها جراحيًا. على الرغم من أن فرصة أن تسوء حالتك بعد الجراحة منخفضة، إلا أن الجراحة يمكن أن تصبح شديدة الخطورة في مواقف معينة، ويجب التعرّف على خيارات العلاج الأخرى، مثل العلاج الإشعاعي. يجب أن يكون الجراح على دراية وثيقة بجميع الخيارات وأن يُقدّم هذه الخيارات للمريض بموضوعية. لا ينبغي أن يكون تفضيل الجراح لخيارات العلاج ذات التوقعات أو النتائج المتساوية هو الفيصل في اختيار الخطة العلاجية.

غالبًا ما يأخذ جراحو الأعصاب في الاعتبار المعلومات التالية عند تحديد ما إذا كانت الجراحة مناسبة لك.

أثناء العملية، يجب على الجراح أولاً أن يصل إلى الورم بأدوات جراحية، ثم يزيل أكبر قدر ممكن منه بأمان. يُشكّل هذا الإجراء خطورة أقل على المريض عندما يكون من السهل الوصول إلى الورم، وعزله عن الأنسجة الدماغية الحرجة، ويمكن تمييزه على الفور عن الدماغ، ولا يلتصق بالأنسجة المحيطة.

• موقع الورم وإمكانية الوصول إليه: قد تتطلب الأورام في المناطق التي يصعب الوصول إليها جراحيًا (على سبيل المثال: الأورام العميقة في الدماغ أو في قاع الجمجمة) التدخّل العميق في أنسجة المخ والمراكز الحيوية المحيطة. بمجرد الوصول، قد يكون من الصعب رؤية الورم وإزالته بالكامل، مما قد يسمح للورم بالنمو مرة أخرى. مطلوب خبرة خاصة لإزالة مثل هذه الأورام.

• القرب من المراكز الحرجة: الأورام القريبة من أو المتشعّبة في مناطق معينة من الدماغ والتي تتحكم في الوظائف الحيوية مثل الحركة والكلام والإحساس والرؤية ("المراكز الحيوية") تزيد من خطر العجز العصبي بعد الجراحة.

• الحجم: في بعض الحالات، يمكن علاج الأورام أو التشوهات الدموية الأصغر في الدماغ بالعلاج الإشعاعي أو العلاجات الأخرى بدون التدخل الجراحي. في حالات نادرة أخرى، يمكن استخدام الإشعاع لتقليل حجم الأورام أو التشوهات الدموية الكبيرة قبل الجراحة.

• النوع: من المعروف أن بعض أنواع الأورام تنمو ببطء شديد. قد تكون الملاحظة أو الإشعاع المركّز (الإشعاع الجراحي) أو العلاجات الأخرى بدائل مناسبة للجراحة في هذه الحالات. من المهم التأكيد على أن الأورام الصغيرة بطيئة النمو والتي لا تنتج أعراضًا يمكن ببساطة ملاحظتها بمرور الوقت بدون التدخل الجراحي. لو أنك أصبت بورم صغير لا يسبب الأعراض، فمن الممكن ألا تحتاج للتدخل الجراحي.

يجب أن يكون المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية قادرين على تحمل العملية الجراحية والتعافي منها جسديًا، والتي يمكن أن تشمل العلاج الطبيعي لاستعادة الأداء الوظيفي بعد الجراحة. إذا تم العثور على الورم بالصدفة ولا يعاني المريض من أي أعراض، فقد لا يكون العلاج ضروريًا. قد تكون الملاحظة هي الخيار الأفضل للأورام الحميدة التي تنمو ببطء لدى المرضى الأكبر سنًا. قد يخضع هؤلاء المرضى للتصوير الدوري بالرنين المغناطيسي (MRI) للتأكد من أن الورم لا ينمو.

يُعَد اختيار جراح المخ والأعصاب المناسب لك أمرًا بالغ الأهمية. يؤخذ في الاعتبار أراء المرضى السابقين، وسمعة المستشفى بخصوص علاج حالة معينة، ولكن لا ينبغي أن تكون هذه هي العوامل الحاسمة. يعتمد قرار المضي قدمًا مع جراح المخ والأعصاب على عدة عوامل أخرى. على الرغم من عدم وجود معايير محددة لتحديد الجراح الجدير بثقة المريض، فإننا نشجع على مراعاة ما يلي:

• الخبرة المتخصصة: ابحث عن جراح مخ وأعصاب يتمتع بخبرة واسعة في علاج حالتك بناءً على مناقشات مع أطباء آخرين. أفضل المستشفيات  قد لا توفر لك أفضل الجراحين. اسأل عما إذا كان جراح الأعصاب قد تلقى تدريبًا إضافيًا، مثل الزمالة، في تخصص الجراحة (على سبيل المثال: أورام قاع الجمجمة). على الرغم من أن كمية الأبحاث التي أجراها الجراح حول هذا الموضوع قد تكون مهمة، إلا أنه من الأهم معرفة عدد العمليات التي قام بها الجراح وعدد المرضى الذين كانوا تحت رعايته.
•   الصدق والنزاهة: يحتاج المرضى إلى العثور على جراح أعصاب يعطي الأولوية لمصلحة المريض، ويكون على استعداد لمناقشة جميع خيارات العلاج الممكنة، ويكون صادقًا تمامًا بشأن تجربته الخاصة مع هذا النوع من الجراحات. قد يقوم بعض الجراحون بإحالة المريض إلى زميل أخر لديه خبرة أكثر بالحالة المحددة أو النهج الجراحي الموصى به. يُعَد النقاش المفتوح والشفافية أمران بالغان الأهمية بالنسبة للمريض لاتخاذ أفضل قرار بشأن مسار العلاج، ومعرفة ما يجب توقعه.
• التعليم المستمر: جراحة المخ والأعصاب هي مجال ديناميكي يتم تحديثه باستمرار بأبحاث وتقنيات جراحية وطرق علاجية جديدة. ابحث عن جراح على اطلاع  مستمر بالتطورات في هذا المجال، ويمكنه أن يوفر لك أفضل ما يقدمه أحدث التطورات في المجال. قم بمناقشة الجراح لفهم مخاطر وفوائد خيار العلاج المُقترح.

يُعَد الأخذ بالرأي الطبي الثاني أو حتى الثالث خطوة مهمة للعثور على أفضل خيار علاجي لك.

يمكن أن يكون البحث عن خطة العلاج المناسبة، وجراح المخ والأعصاب الأمثل، لتشخيص ورم في المخ أو أي آفة أخرى في الجهاز العصبي المركزي رحلة صعبة للغاية. استكشف فصولنا الأخرى لمعرفة المزيد عن حالتك، واقرأ عن قصص المرضى الملهمة لترى كيف يمكن أن تستكمل الشفاء والتعافي بعد جراحة آمنة وفعالة.