أعراض الورم القحفي البلعومي

الأورام القحفية البلعومية هي أورام مخ غير سرطانية تنمو بالقرب من الغدة النخامية وما تحت المهاد. ينمو الورم ببطء وعادة لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الدماغ أو الجسم.

الأورام القحفية البلعومية نادرة للغاية، تحدث في حوالي 2 لكل مليون شخص، وتُمَثّل حوالي 2٪ إلى 3٪ من جميع أورام الدماغ.

يمكن أن يؤثر الورم القحفي البلعومي على الأعصاب المُحيطة التي تنقل المعلومات المرئية من العين إلى الدماغ (الأعصاب البصرية)، الغدة النخامية، و الوطاء. تعتمد درجة التأثير على موقع الورم وحجمه. يمكن للورم القحفي البلعومي الكبير الضغط على عدد من الهياكل المجاورة وتعطيل وظيفتهم.

يُمكن أن يؤدي اضطراب الأعصاب البصرية إلى ضعف البصر. لأن الغدة النخامية وما تحت المهاد تتشاركان في إنتاج وإفراز الهرمونات التي تُنَظّم مجموعة واسعة من العمليات الجسدية، يمكن أن يؤثر الورم القحفي البلعومي على أجزاء مختلفة من الجسم وجوانب الحياة.

تنقسم  الأورام القحفية البلعومية إلى نوعين حسب الخصائص المجهرية للورم.

هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من الورم القحفي البلعومي الذي يظهر ككُتَل كيسية مع تَكَلُّس. يمكن أن تكون هناك عدة أكياس مليئة بسائل زيتي كثيف غني بالبروتين ومُشتقّات الدم. غالبًا ما يوجد هذا النوع عند الأطفال.

الورم القحفي البلعومي الحليمي هو نوع نادر من الورم القحفي البلعومي ويؤثر بشكل أكثر شيوعًا على البالغين. في بعض الحالات، قد تتشكل الأكياس، لكنها ليست سمة منتشرة. عادة ما يكون الورم صلب أكثر من كونه كيسي.

يمكن أن تظهر أعراض الورم القحفي البلعومي لسنوات قبل التشخيص حيث يمكن أن تكون غامضة أو تتطور بشكل تدريجي بحيث تحدث التغييرات دون أن يلاحظها المريض. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الورم صغيرًا، فقد تكون الأعراض غائبة تمامًا. تختلف الأعراض المُبكرة للورم القحفي البلعومي حسب مكان الورم وحجمه. تتسبب الأورام في أعراض حيث تضغط على الهياكل المجاورة مثل الأعصاب البصرية، وما تحت المهاد، وساق الغدة النخامية (pituitary stalk).

قد تتضمن بعض العلامات المبكرة للورم القحفي البلعومي تغيرات بصرية وصداع ناتج عن زيادة الضغط داخل الجمجمة من الورم المتضخم. ومع ذلك، فإن تسمية العلامات بـ"مبكرًة" تُعَد تسمية خاطئة إلى حد ما، حيث قد يكون الورم موجودًا لفترة طويلة قبل أن ينمو إلى حجم كافٍ لإحداث الأعراض.

بشكل عام، توفر الزيارات المنتظمة لطبيب الرعاية الأوّلية أفضل فرصة لك ولطبيبك لمراقبة التغيرات في جسمك. قد يكون طبيبك قادرًا على اكتشاف التغيرات التي تتطور بشكل تدريجي بحيث يَتَعذَّر عليك ملاحظتها، ومن ثَمَّ يطلب طبيبك اختبارات إضافية أو يُحيلك إلى جراح المخ والأعصاب أو أخصائي الغدد الصماء إذا كان ذلك مناسبًا.

على الرغم من أن الورم القحفي البلعومي يمكن أن يحدث أيضًا عند البالغين، إلا أن هناك العديد من الأعراض الفريدة التي تظهر عند الأطفال نظرًا للدور الأساسي الذي تلعبه الهرمونات أثناء التطور الطبيعي.

يمكن أن تحدث الاضطرابات المرتبطة بالنمو عند الأطفال المصابين بالأورام القحفية البلعومية التي تؤثر على الغدة النخامية. تُنتج الغدة النخامية هرمون النمو الذي يُعزِّز النمو الصحي للأطفال من خلال نمو العظام، والعضلات، والعديد من الأنسجة الأخرى في الجسم. يمكن أن يؤدي نقص هرمون النمو إلى بطء النمو وأعراض مثل قِصر القامة أو تأخُّر البلوغ. نادرًا ما يصاب بعض الأطفال الذين يعانون من الورم القحفي البلعومي بالبلوغ المبكر.

تختلف أعراض الأورام القحفية البلعومية تبعًا لموقع الورم والبنى المحيطة المُتأثرة. نشرح الأعراض المهمة أدناه.

تتحكم الغدة النخامية في إفراز هرمونات متعددة في الجسم، ومن هنا يأتي اسمها الشائع، "الغدة الرئيسية". يمكن أن تؤثر الأورام القحفية البلعومية على أداء الغدة النخامية مما يسبب عجزًا هرمونيًا بسبب الغزو والضغط الناتج عن الورم المتنامي. تشمل هرمونات الغدة النخامية التي تتأثر بشكل شائع ما يلي:

• هرمون النمو (Growth Hormone): يمكن أن يقلل نقص هرمون النمو من معدل نمو الطفل ويُؤَخّر البلوغ.
• هرمون المُنشِّط للجسم الأصفر (Luteinizing Hormone) والهرمون المُنَشِّط للحوصلة (Follicle-Stimulating Hormone) يمكن أن يتسبب نقصهما في اختلال الوظيفة الجنسية وانقطاع الطمث (غياب الحيض) عند النساء.
• الهرمون المُوجِّه لقشر الكظرية (Adrenocorticotrophic Hormone): يمكن أن يتسبب نقص الهرمون المُوَجِّه لقشر الكظرية في أعراض مثل الضعف، والتعب، وفقدان الشهية.
• الهرمون المُنشِّط للدرقية (Thyroid-Stimulating Hormone): نقص هذا الهرمون يؤدي إلى العديد من الآثار الصحية، بما في ذلك الضعف العام، والتعب، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة الوزن، والاكتئاب.

ما تحت المهاد (أيضًا يُسمى الوطاء) هو هيكل آخر له دور مهم في إنتاج الهرمونات ويساعد على إدارة مجموعة متنوعة من العمليات والمشاعر مثل الجوع، والعطش، ودرجة حرارة الجسم، والدافع الجنسي، والنوم، والعواطف. يقع الوطاء فوق الغدة النخامية ولكن يمكن أن يتأثر بورم قحفي بلعومي كبير. يمكن أن يتسبب تلف منطقة ما تحت المهاد في ظهور أعراض مثل:

• زيادة الوزن التي تحدث حتى مع تقييد السعرات الحرارية وتغيير نمط الحياة
• صعوبة النوم ليلاً
• تأخر النمو الجنسي أو العجز الجنسي
• ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه
• تقلبات في درجة حرارة الجسم

يمكن أن يؤدي الضغط على الغدة النخامية أو منطقة ما تحت المهاد أيضًا إلى زيادة العطش والتبول المُفرط في حالة تعرف باسم السكري الكاذب.

تحمل الأعصاب البصرية المعلومات المرئية إلى الدماغ. يوجد التصالب البصري فوق الغدة النخامية، حيث يتقاطع العصب البصري الأيمن والأيسر. عندما يضغط الورم القحفي البلعومي على الأعصاب البصرية والتصالب البصري، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عرضين رئيسيين: الرؤية الضبابية وفقدان الرؤية المحيطية. تُعتبر الأعراض البصرية من بين الأعراض الأكثر شيوعًا لدى المرضى الذين يعانون من ورم قحفي بلعومي.

يعاني العديد من المرضى الذين تم تشخيصهم بالورم القحفي البلعومي من الصداع. يمكن أن يحدث الصداع بسبب زيادة الضغط في الدماغ من الورم الكبير. في بعض الحالات، قد يُعيق الورم مرور السائل النخاعي في حالة تُسمى باستسقاء الرأس.

الأورام القحفية البلعومية هي أورام حميدة تنمو في قاعدة الدماغ خلف الأنف. يمكن أن تختلف الأعراض حسب عمر المريض، وحجم الورم، وموقعه. في كثير من الحالات، تظهر أعراض الورم قبل التشخيص بسنوات ويمكن أن تختلف اعتمادًا على الهياكل التي يضغط عليها الورم.

• الجمعية الوطنية لأمراض الأورام في الدماغ [National Brain Tumor Society]
• شبكة الغدة النخامية [Pituitary Network Association]
• الجمعية الأمريكية لأورام الدماغ [American Brain Tumor Association]
• مؤسسة أورام الدماغ للأطفال [Pediatric Brain Tumor Foundation]
• مؤسسة أورام دماغ للأطفال [Children’s Brain Tumor Foundation]
• مؤسسة نمو الطفل [Child Growth Foundation]
• جمعية الغدد الصماء [Endocrine Society]
• مؤسسة الغدة النخامية [Pituitary Foundation]