السرطان والورم القحفي البلعومي: هل هناك ارتباط؟
الورم القحفي البلعومي هو ورم في المخ يصيب بشكل أكثر شيوعًا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. الأورام القحفية البلعومية نادرة، وتشكل حوالي 6٪ إلى 13٪، و 1٪ إلى 3٪ من أورام المخ لدى الأطفال والبالغين، على التوالي.
لحسن الحظ، فإن الأورام القحفية البلعومية حميدة وليست سرطانية. ولكن هذه الأورام تشكل أيضًا العديد من المخاطر الصحية. فيما يلي نظرة شاملة على الورم القحفي البلعومي وتأثيراته العامة على نوعية حياة المريض وخيارات العلاج المتاحة.
لمحة موجزة عن الورم القحفي البلعومي
تتشكل الأورام القحفية البلعومية وتنمو بالقرب من الغدة النخامية. تنمو هذه الأورام أيضًا بالقرب من هياكل مهمة أخرى، بما في ذلك الأعصاب البصرية وما تحت المهاد.
معظم الأورام القحفية البلعومية لها منحنى نمو تدريجي وثابت. عادة ما تتطور على شكل أكياس (أكياس مُجَوّفة مملوءة بسائل غني بالبروتين)، أو كتل صلبة، ولكن قد تحتوي على المزيج من المكونات الصلبة والكيسية.
ومن المثير للاهتمام أن الورم القحفي البلعومي يصيب الأطفال الصغار وكبار السن. يتم تشخيص معظم الحالات بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الورم القحفي البلعومي أكثر شيوعًا بين الأطفال منه لدى البالغين.
ما مدى خطورة الورم القحفي البلعومي؟
يُعتبر أي ورم دماغي أمرًا خطيرًا، حيث ينمو داخل مساحة محصورة في أجسامنا وسط الهياكل الأساسية. لحسن الحظ، تبقى الأورام القحفية البلعومية في مكانها ولا تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. ولكن يمكن أن يسبب الورم القحفي البلعومي الكبير أعراضًا مزعجة بسبب قُربه من الغدة النخامية، والوطاء، والأعصاب البصرية (المسؤولة عن الرؤية).
ما الذي يدفعك لإجراء عمليتك مع الدكتور كوهين؟
الدكتور كوهين
- أكثر من 7000 جراحة مُتخصصة قام بإجرائها بعد أن وَقع اختيارك عليه
- ستجد المزيد من الرعاية الشخصية
- خبرة واسعة = معدل نجاح أعلى وأوقات تعافٍ أسرع
المراكز الصحية الرئيسية
- لا تتحكم في اختيار الجراح الذي يعتني بك
- رعاية عامة للجميع
- التركيز على عدد قليل من التخصصات
لمزيد من الأسباب، يُرجى النقر هنا.
الأعراض
تنمو الأورام القحفية البلعومية بالقرب من الغدة النخامية، التي تنتج هرمونات رئيسية تُنَظّم العديد من وظائف الجسم الداخلية. يمكن أن تؤثر هذه الأورام أيضًا على بنى مهمة أخرى في الدماغ عندما تكبر، بما في ذلك العصب البصري وما تحت المهاد.
يمكن أن تُسبب الأورام القحفية البلعومية الكثير من الأعراض، بما في ذلك الآتي:
- بطء النمو عند الأطفال
- ضعف الشهية عند الاطفال
- التهيُّج وتقلّب المزاج
- تغيير في السلوك
- فقدان التوازن
- فقدان السمع
- استفراغ و غثيان
- الصداع والصداع النصفي
- النوبات
- الارتباك والنسيان
- اضطرابات النوم
- زيادة العطش والتبول المفرط
- زيادة الوزن
- ضعف الرؤية
قد يعاني المرضى من بعض أو مُعظم هذه الأعراض. يُرجى ملاحظة أن العديد من هذه الأعراض غير مُحَدّدة وقد تكون ناجمة عن أورام مختلفة وحالات أخرى. قد يكون لبعض هذه الأعراض آثار سلبية على المريض بشكل عام وعلى جودة حياته. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ضعف البصر إلى تعقيد الحركة والمهام اليومية الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض تبدأ بشكل طفيف وتزداد سوءًا بمرور الوقت مع نمو الورم. قد يتجاهل المرضى بعض الأعراض الخفيفة باعتبارها مشكلات مؤقتة ستختفي. ومع ذلك، فمن المستحسن استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض - التشخيص المُبَكّر يعني الإدارة المبكرة للمرض وعلاج الورم.
معدلات البقاء والتكرار
تجعل الطبيعة الحميدة (غير السرطانية) للأورام القحفية البلعومية من السهل علاجها، ويرى معظم المرضى معدلات مرتفعة نسبيًا من البقاء على قيد الحياة. يبقى أكثر من 90٪ من الأطفال والبالغين الذين تم تشخيصهم على قيد الحياة خلال فترة 10 سنوات بعد التشخيص. هذا يعني أن 9 من كل 10 أشخاص يعيشون على الأقل 10 سنوات بعد التشخيص. من المُحتمل أن يعيش العديد من الأشخاص لفترة طويلة بعد انتهاء فترة هذه الدراسة البالغ مدتها 10 سنوات.
على الرغم من أن فترات البقاء على قيد الحياة قد تكون طويلة نسبيًا، فقد يعاني المرضى من انخفاض جودة الحياة إذا احتاجوا إلى الخضوع لعلاجات متكررة أو متعددة. للأسف، فإن الأورام القحفية البلعومية لها معدلات تكرار عالية. حتى الأورام القحفية البلعومية التي تمت إزالتها بالكامل من خلال الجراحة يمكن أن تنمو مرة أخرى في نفس المكان. قد يتطلب ذلك تكرار العملية أو مناقشة خيارات العلاج الأخرى، بما في ذلك الإشعاع.
تشخيص الورم القحفي البلعومي
يعيش العديد من المرضى مع ورم قحفي بلعومي لسنوات دون أن يدركوا ذلك حتى ينمو الورم بشكل كبير بما يكفي لإحداث مشاكل. نظرًا لوجود مجموعة كبيرة من الأعراض المحتملة، فقد يكون من الصعب تشخيص الورم القحفي البلعومي في الوقت المناسب.
يبدأ التشخيص عادةً بنظرة على التاريخ الشامل للمريض وفحص جسدي يقوم به الطبيب، متبوعًا بالاختبارات المعملية (مثل الدم والبول)، واختبارات التصوير الإشعاعي. يمكن أن تساعد اختبارات الدم والبول في تحديد أي تغير في مستويات الهرمونات.
غالبًا ما تُستخدم اختبارات التصوير الإشعاعي مثل الفحص بالأشعة المقطعية أو اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد السبب وراء أعراضك من خلال النظر إلى الورم داخل الجمجمة. توفر هذه الاختبارات صورة مُفَصّلة للدماغ، بما في ذلك السمات المُمَيزة للورم وقربه من الهياكل المحيطة.
علاج الورم القحفي البلعومي
لحسن الحظ، يمكن علاج الأورام القحفية البلعومية ولها معدلات شفاء وبقاء عالية. تشمل خيارات العلاج الأكثر فعالية ما يلي:
الجراحة
الجراحة هي الخيار العلاجي الأكثر فعالية للورم القحفي البلعومي. يمكن إجراؤها إما من خلال حج القحف للوصول إلى الورم من خلال الجمجمة، أو النهج عبر الأنف وعبر الجيب الوتدي (transsphenoidal) للوصول إلى الورم من خلال الأنف.
يُعد النهج عبر الأنف خيارًا أقل تدخلاً وقد يكون أكثر ملاءمة للأورام الصغيرة الموجودة في خط الوسط لقاع الجمجمة. وفي الوقت نفسه، قد يكون أسلوب حج القحف المفتوح أكثر ملاءمة للأورام الأكبر والأكثر تعقيدًا التي تمتد إلى ما بعد خط الوسط.
العلاج الإشعاعي
على الرغم من أن الهدف من الجراحة هو إزالة الورم بالكامل، فقد تُترك بعض القطع لتجنب إتلاف الأنسجة السليمة المحيطة. في هذه الحالة، قد يوصي أخصائي علاج الأورام بالعلاج الإشعاعي للسيطرة على الخلايا السرطانية المتبقية، وبالتالي الحَد من تكرارها. غالبًا ما يُنصح بالعلاج الإشعاعي كعلاج آخر بعد الجراحة.
يتضمن العلاج الإشعاعي تسليط لأشعة من حزم عالية التركيز من الطاقة على الخلايا السرطانية المتبقية، مما يؤدي إلى قتلها بشكل فعذال. هذه العملية غير جراحية وغير مؤلمة. اعتماداً على حجم الورم وموقعه، يمكن تقديم أنواع مختلفة من العلاج الإشعاعي.
يوصى بالإشعاع الجراحي التجسيمي للأورام القحفية البلعومية التي لا تلامس العصب البصري. يوصى أيضًا بالإشعاع الجراحي التجسيمي للأورام الصغيرة غير القريبة من الأعصاب والأنسجة الحيوية.
العلاج الكيميائي
يمكن أيضًا علاج الأورام القحفية البلعومية باستخدام المواد الكيميائية والأدوية من خلال العلاج الكيميائي. عادةً ما يتم حقن الأدوية والمواد الكيميائية مباشرة في الورم، مما يؤدي إلى القضاء عليه من الداخل دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.
ومع ذلك، فإن العلاج الكيميائي أبطأ وأقل كفاءة من الجراحة وعادةً لا يُعتبر الخيار الأول. يمكن أن يكون للعلاج الكيميائي أيضًا آثار جانبية ضارة.
استبدال الهرمونات
يمكن أن يعيق الورم القحفي البلعومي قدرة الغدة النخامية على إنتاج الهرمونات الضرورية لتنظيم العديد من وظائف الجسم. يمكن أن تسبب المستويات الهرمونية غير الطبيعية العديد من المشاكل الصحية، مما يستلزم العلاج بالهرمونات البديلة. يقوم هذا العلاج بتعويض الإنتاج غير الكافي للهرمونات باستخدام المكملات الدوائية للهرمونات، وهو ما قد يُخفف حدة بعض الأعراض. سيكون هذا مطلوبًا أيضًا بعد العلاج، إذا تم التضحية بالغدة النخامية لإجراء إزالة كاملة للورم.
النقاط الهامة
الأورام القحفية البلعومية ليست سرطانية. ومع ذلك، فإن قُربها من الهياكل الحرجة مثل الغدة النخامية وما تحت المهاد والأعصاب البصرية يمكن أن يُسبب أعراضًا مزعجة عندما يكون الورم كبيرًا. لحسن الحظ، يمكن علاج الأورام القحفية البلعومية، ويتمتع معظم المرضى بمعدلات بقاء عالية. التكرار شائع نسبيًا وقد يتطلب علاجًا متكررًا ومتابعة منتظمة.
الموارد
- الجمعية الوطنية لأمراض الأورام في الدماغ [National Brain Tumor Society]
- شبكة الغدة النخامية [Pituitary Network Association]
- الجمعية الأمريكية لأورام الدماغ [American Brain Tumor Association]
- مؤسسة أورام الدماغ للأطفال [Pediatric Brain Tumor Foundation]
- مؤسسة أورام دماغ للأطفال [Children’s Brain Tumor Foundation]
- مؤسسة نمو الطفل [Child Growth Foundation]
- جمعية الغدد الصماء [Endocrine Society]
- مؤسسة الغدة النخامية [Pituitary Foundation]