العلاج الإشعاعي للورم القحفي البلعومي

الأورام القحفية البلعومية هي أورام حميدة تنمو بالقرب من الغدة النخامية وساقها (ارتباط بين الغدة النخامية وما تحت المهاد). عادة ما تكون هذه الأورام بطيئة النمو وتحدث بشكل أكثر شيوعاً عند الأطفال وكبار السن. إذا أصبحت كبيرة، يمكن أن تُسبب الأورام القحفية البلعومية ضغطاً على الأعصاب المجاورة والأوعية الدموية وأنسجة المخ، مما يؤدي إلى أعراض مثل الصداع، ومشاكل الرؤية، والتشوهات الهرمونية.

عادة ما يتم علاج الأورام القحفية البلعومية عن طريق الجراحة، أو العلاج الإشعاعي، أو مزيج من الاثنين معاً. يُعَد العلاج الإشعاعي مفيداً خاصة بعد الجراحة عندما يتم ترك قطع صغيرة من الورم لمنع الإصابة الجراحية للبنى السليمة المُحيطة. في هذا المقال، نناقش دور العلاج الإشعاعي في علاج الأورام القحفية البلعومية.

العلاج الإشعاعي هو علاج شائع للأورام القحفية البلعومية. يمكن استخدامه لتقليص الورم قبل الجراحة أو أكثر شيوعاً بعد الجراحة لمنع أو الحد من التكرار. في حالات نادرة، قد يكون العلاج الإشعاعي هو خيار العلاج الوحيد إذا لم يكن بالإمكان إزالة الورم بأمان عن طريق الجراحة. يتم اتخاذ قرار استخدام العلاج الإشعاعي على حسب الحالة. من المهم استشارة أخصائي علاج الأورام بالإشعاع لتحديد ما إذا كان هذا العلاج مناسباً لك.

يستخدم العلاج الإشعاعي حِزماً عالية الطاقة لتدمير ومنع نمو الأورام. فيما يلي عدة أنواع من طرق العلاج الإشعاعي التي يشيع استخدامها لعلاج الأورام القحفية البلعومية:

في العلاج الإشعاعي المُجَزَّأ، يتم إعطاء جرعات صغيرة مُتعددة من الإشعاع عادةً على مدى 6 أسابيع. في كل جلسة، قد يستغرق العلاج من 5 إلى 15 دقيقة فقط ويمكن للمرضى استئناف أنشطتهم اليومية بعد الإجراء.

الإشعاع الجراحي التجسيمي (SRS) هو شكل من أشكال العلاج الإشعاعي الذي يستخدم حزماً مُتعددة من الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف الورم بدقة. يتم معايرة الحزم بعناية لتقليل الضرر الذي يلحق بالأنسجة السليمة المُحيطة. قد تستغرق كل زيارة 30-50 دقيقة، وقد يخضع المرضى لعدة علاجات إذا لزم الأمر.

يتم إجراء الإشعاع الجراحي التجسيمي عادةً للأورام الأصغر التي لا تتصل مباشرةً بالأعصاب المحيطة. يشمل اسمه كلمة "جراحي" بسبب طبيعته الدقيقة ولكنه لا يتضمن جراحة. في معظم الحالات، يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم.

العلاج بالبروتون هو نوع من العلاج الإشعاعي يستخدم البروتونات بدلاً من الأشعة السينية لعلاج الورم القحفي البلعومي. بالمقارنة مع العلاجات الإشعاعية بالفوتون (الأشعة السينية)، يمكن أن تقتصر جرعات شعاع البروتون عن كثب على حدود الورم، مما يُقَلّل من تلف الأنسجة المحيطة. ومع ذلك، مراكز العلاج بالبروتونات حيث يمكن الخضوع لهذا النوع من العلاج

 قليلة حول العالم.

العلاج الإشعاعي ذو الشِّدَّة المُعَدّلة (IMRT) هو تقنية يمكن استخدامها مع علاجات البروتون أو الفوتون (الأشعة السينية). تُستخدم الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لرسم خريطة للورم. يسمح العلاج الإشعاعي ذو الشِّدَّة المُعَدّلة بإيصال حزم الإشعاع بكثافة مُختلفة، مما يُقَلل مقدار الضرر الذي يلحق بالأنسجة السليمة. تسمح هذه التقنيات الحديثة بتوصيل العلاج الإشعاعي بطريقة أكثر دِقّة.

يمكن أن يكون التشخيص بورم دماغي نادر أمراً مخيفاً. فيما يلي إجابات للأسئلة المتداولة حول الورم القحفي البلعومي:

لا يمكن الشفاء التام من الأورام القحفية البلعومية بنفس الطريقة التي يمكننا بها علاج أنواع مُعَيّنة من العدوى. على الرغم من أن الجراحة والعلاجات الإشعاعية أدوات لا غنى عنها، إلا أنها تستهدف موقعاً محدداً للورم ولا يمكنها ملاحقة الخلايا السرطانية الصغيرة جداً التي لا يمكننا رؤيتها.

وهكذا يمكن لخلايا الورم المُتبقية أن تستمر في الانقسام وتُشَكّل ورماً في نفس موقع الورم السابق. ولكن في بعض الأحيان، تكون الجراحة والإشعاع كافيين لإزالة الورم تماماً، مما يُقلل من احتمالية نمو الورم مرة أخرى. تعتمد احتمالية إزالة الورم بالكامل على مدى "التصاق" الورم بالأنسجة المحيطة، وحجمه، وقُربُه من الهياكل الحرجة.

في بعض الحالات، قد لا يعاني المرضى من نمو الورم لسنوات عديدة. حتى أنهم قد يعتبرون أنفسهم "شُفيوا" على الرغم من أن الورم يكون في حالة سكون فقط. نظراً لأن الأطباء لا يستطيعون التنبؤ على وجه اليقين بمن سيعاني من تكرار الورم ومَن لن يعاني من ذلك، يوصى عادةً بالمراقبة المنتظمة باستخدام اختبارات التصوير الإشعاعي.

من الشائع أن تنمو الأورام القحفية البلعومية مرة أخرى. فرص تكرار الورم بعد الإزالة الكاملة للورم تكون أقل مقارنة بحالات الإزالة الجزئية.ولكن يُمكن أن يتكرر الورم القحفي البلعومي حتى إذا كان يُعتَقَد أنه قد تمت إزالة الورم بالكامل.

لا توجد طريقة مُوَحّدة تناسب الجميع لعلاج الورم القحفي البلعومي، على الرغم من أن خيارات العلاج الأكثر شيوعًا تشمل الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو مزيج من الاثنين. يعتمد اختيار العلاج على حجم الورم وموقعه، بالإضافة إلى العمر والصحة العامة للمريض. غالبًا ما تكون الجراحة هي العلاج الرئيسي للورم القحفي البلعومي بهدف الإزالة الكاملة للورم.

حاليًا، تتم إزالة الأورام القحفية البلعومية من خلال الجراحة وتُعالَج بالعلاج الإشعاعي إذا لم تتم إزالة أنسجة الورم بالكامل خلال الجراحة لمنع تلف الهياكل المحيطة. قد يكون من الصعب استئصال الورم تماماً بسبب موقعه بالقرب من الهياكل الحساسة في الدماغ. نتيجة لذلك، غالباً ما تكون المراقبة طويلة المدى ضرورية لضمان عدم عودة الورم.

الورم القحفي البلعومي المينائي هو أحد أنواع الورم القحفي البلعومي التي تحدث عادةً عند الأطفال. يمكن أن ينمو الورم القحفي البلعومي المينائي إلى حجم كبير قبل أن يسبب الأعراض ويتم اكتشافه. في التصوير الإشعاعي، يتمَيَّز الورم القحفي البلعومي المينائي عن الورم القحفي البلعومي الحليمي من خلال مظهره الكيسي. يشمل علاج الورم القحفي البلعومي المينائي الجراحة والعلاج الإشعاعي.

غالباً ما يكون العلاج الإشعاعي جزءًا مهمًا من خطة علاج الأورام القحفية البلعومية. هناك عِدَّة طُرُق مختلفة للعلاج الإشعاعي، وسيعمل طبيبك معك لتحديد أفضل طريقة تناسبك. يمكنك معرفة المزيد عن العلاج الإشعاعي والأورام القحفية البلعومية من خلال التحدُّث إلى فريق الرعاية الخاص بك.

• الجمعية الوطنية لأمراض الأورام في الدماغ [National Brain Tumor Society]
• شبكة الغدة النخامية [Pituitary Network Association]
• الجمعية الأمريكية لأورام الدماغ [American Brain Tumor Association]
• مؤسسة أورام الدماغ للأطفال [Pediatric Brain Tumor Foundation]
• مؤسسة أورام دماغ للأطفال [Children’s Brain Tumor Foundation]
• مؤسسة نمو الطفل [Child Growth Foundation]
• جمعية الغدد الصماء [Endocrine Society]
• مؤسسة الغدة النخامية [Pituitary Foundation]