الإشعاع الجراحي للتشوه الشرياني الوريدي
التشوه الشرياني الوريدي (AVM) عبارة عن مجموعة متشابكة من الوصلات غير الطبيعية للأوعية الدموية بين الشرايين والأوردة التي تُعَطِّل تدفق الدم وتوزيع الأكسجين إلى الأنسجة القريبة. على الرغم من أن الجراحة عادةً ما تؤدي إلى الشفاء التام، إلا أن التشوهات الشريانية الوريدية الموجودة في مواقع عميقة أو الهياكل الحرجة المجاورة قد تحمل مخاطر جراحية عالية غير مقبولة. في مثل هذه الحالات، قد يصبح العلاج الإشعاعي للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي خيارًا علاجيًا أكثر ملاءمة.
سيكون فهم مخاطر وفوائد الإشعاع الجراحي بالتوضيع التجسيمي أمرًا مهمًا لتحديد ما إذا كان خيار العلاج هذا مناسبًا لك أم لا. تابع القراءة لمعرفة المزيد حول الإشعاع الجراحي التجسيمي، وكيفية عمل العلاج الإشعاعي للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي، والمخاطر المرتبطة به.
ما هو الإشعاع الجراحي التجسيمي؟
العلاج الإشعاعي للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي هو نوع من العلاج الإشعاعي الذي ينطوي على توصيل دقيق لحِزَم إشعاعية عالية إلى موقع مُستهدف محدد في الدماغ. تتقاطع حزم الإشعاع هذه في مركز المكان المستهدف لتنقل جرعة عالية من الإشعاع حيث تتلاقى الحزم مع مراعاة الحد الأدنى من التأثير على الأنسجة الطبيعية المُحيطة.
قد يكون من المفيد فهم معنى "التوضيع التجسيمي" و "الإشعاع الجراحي" للحصول على فهم أفضل لما يستلزمه هذا الإجراء. يشير التوضيع التجسيمي إلى تقنيات التصوير التي تسمح بتوجيه حزم الإشعاع بدقة إلى موقع مستهدف داخل الجسم. يتضمن ذلك إقامة علاقة بين التشريح السطحي للرأس من خلال اختبارات التصوير (على سبيل المثال، التصوير بالرنين المغناطيسي) باستخدام طرق مختلفة.
الإشعاع الجراحي، على عكس اسمه، ليس جراحة في الواقع. فإن إدراج كلمة "جراحة" هو إشارة إلى أنه إجراء عالي الدقة والقدرة على توجيه حزم الإشعاع في نطاق أقل من ملليمتر من الأنسجة. تشبه حزم الإشعاع المتقاربة المشرط أو السكين.
الإشعاع الجراحي التجسيمي هو خيار علاجي غير جراحي يتم تطبيقه لتدمير العديد من أنواع الآفات داخل الجمجمة، مثل أورام الدماغ، التي يتعذر الوصول إليها أو لا يمكن إجراؤها من خلال تقنيات الجراحة المفتوحة.
في حالة العلاج الإشعاعي للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي، يوفر الإشعاع الجراحي التجسيمي بديلاً أقل توغلاً للجراحة. قد يكون هذا مفيدًا لعلاج التشوهات الشريانية الوريدية التي لا يمكن إزالتها بالجراحة المفتوحة لخطورتها. يوفر الإشعاع الجراحي التجسيمي أفضل فرصة لعلاج التشوهات الشريانية الوريدية الأصغر التي يقل قطرها عن 3 سم.
ما الذي يدفعك لإجراء عمليتك مع الدكتور كوهين؟
الدكتور كوهين
- أكثر من 7000 جراحة مُتخصصة قام بإجرائها بعد أن وَقع اختيارك عليه
- ستجد المزيد من الرعاية الشخصية
- خبرة واسعة = معدل نجاح أعلى وأوقات تعافٍ أسرع
المراكز الصحية الرئيسية
- لا تتحكم في اختيار الجراح الذي يعتني بك
- رعاية عامة للجميع
- التركيز على عدد قليل من التخصصات
لمزيد من الأسباب، يُرجى النقر هنا.
ما هي الأنواع المختلفة لأنظمة الإشعاع الجراحي؟
يمكن إجراء الإشعاع الجراحي بواسطة أنظمة متعددة كما هو مُفَصَّل أدناه. قد يعتمد قرار اختيار نوع مُعَيّن من أنظمة الإشعاع الجراحي على ما هو متاح لك، بالإضافة إلى توصيات جراح المخ والأعصاب.
- أشعة جاما (على سبيل المثال، سكين جاما): يتم توصيل أشعة جاما المُرَكَّزة (الفوتونات) إلى هدف محدد. تتلاقى الحِزَم الفردية في الموقع المستهدف بحيث يتم توفير أعلى جرعة إشعاعية لحجم التشوه الشرياني الوريدي.
- الأنظمة القائمة على المُعَجِّل الخَطِّي (مثل سايبر نايف و نوفاليس): يتم تسليم الأشعة السينية المركزة (الفوتونات) إلى هدف مُحَدَّد. يمكن أن تتحرك أنظمة المُعَجّل الخَطِّي حول المريض، مما يسمح بمزيد من الزوايا للاقتراب من الهدف، والمزيد من الحزم لتقسيم جرعة الإشعاع الكلية وبالتالي تقليل الإشعاع على الأنسجة السليمة المحيطة.
- الجسيمات الثقيلة المشحونة (مثل شعاع البروتون): يتم تسليم الجسيمات المُرَكَّزة (مثل البروتونات) إلى هدف مُحَدّد. بالمقارنة مع الفوتونات (أشعة جاما والأشعة السينية)، تودِع البروتونات معظم طاقتها في الموقع المستهدف وتُقَلل الإشعاع إلى المناطق المجاورة. ولكن لا يتوفر سوى عدد قليل من مراكز العلاج الإشعاعي بالبروتونات حول العالم.
كيف يعمل الإشعاع الجراحي التجسيمي مع التشوهات الشريانية الوريدية؟
يمكن إجراء العلاج الإشعاعي للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي عن طريق إتلاف جدران الأوعية الدموية المعنية والتسبب في تَنَدُّبها وتَثخينها بمرور الوقت. يؤدي هذا في النهاية إلى سد الأوعية التي تُغَذّي الدم إلى التشوه الشرياني الوريدي، مما يزيل بشكل فَعّال التشوه الشرياني الوريدي من الدورة الدموية الطبيعية.
تتراوح معدلات القضاء الكامل على التشوه الشرياني الوريدي من 50-90٪ حسب حجم التشوه الشرياني الوريدي. من المهم ملاحظة أن تدمير التشوه الشرياني الوريدي عن طريق استخدام الإشعاع الجراحي يحدث بعد فترة كُمون من 2 إلى 3 سنوات. بمجرد تأكيد التدمير الكامل من خلال اختبار تصوير الأوعية الدموية بالقسطرة، يمكن اعتبار أن التشوه الشرياني الوريدي قد شُفي وخطر حدوث نزيف في المستقبل يصبح أقل من 1٪.
مخاطر الإشعاع الجراحي التجسيمي للتشوه الشرياني الوريدي
النزيف خلال فترة الكُمون هو أحد المخاطر الرئيسية للإشعاع الجراحي التجسيمي في حالات العلاج الإشعاعي للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي. كذلك تلف أنسجة المخ القريبة مما يؤدي إلى إعاقات عصبية. سيستغرق العلاج بالإشعاع الجراحي التجسيمي عدة سنوات حتى يحدث تَنَدُّب كافٍ للقضاء على التشوه الشرياني الوريدي. خلال هذا الوقت، يبقى خطر التَمَزُّق.
قد يعاني أقل من 10٪ من المرضى من تأثيرات ضارة مرتبطة بإجراء الإشعاع الجراحي – معظم تلك التأثيرات مؤقتة. ولكن ما يصل إلى 3٪ من المرضى قد يعانون من عجز عصبي جديد و دائم. يعتمد نوع الضعف على موقع التشوه الشرياني الوريدي ولكن يمكن أن يشمل ما يلي:
- صداع
- نوبات الصرع
- ضعف أو اضطرابات حركية أخرى
- الإعاقات الحسية
- فقدان الذاكرة
- مشاكل في الرؤية
يبدو أن خطر حدوث تأثيرات ضارة أعلى عندما يكون التشوه الشرياني الوريدي في جذع الدماغ أو الهياكل العميقة مثل المهاد. قد تحدث أيضًا آثار جانبية متأخرة مثل إصابة أنسجة المخ (النخر الإشعاعي)، وتورُّم الدماغ، وحدوث تَكَيُّسات في الدماغ في نسبة صغيرة من المرضى. يجب الموازنة بين هذه المخاطر ومخاطر الجراحة عند تحديد خيار العلاج المناسب.
ماذا يستلزم الإشعاع الجراحي التجسيمي لعلاج التشوه الشرياني الوريدي؟
العلاج الإشعاعي للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي يتم إجراءه في جلسة واحدة ويستطيع المرضى العودة للمنزل في نفس اليوم دون الحاجة للمكوث في المستشفى. يتضمن الإجراء عدة خطوات:
التحضير
يتم تثبيت إطار رأس يشبه الصندوق على فروة الرأس والجمجمة باستخدام دبابيس خاصة. يتم تخدير فروة الرأس بينما تقوم الدبابيس بتثبيت الهيكل على الجمجمة عن طريق اختراق فروة الرأس وعدة مليمترات من عظام الجمجمة. قد يشعر المرضى بعدم الراحة والضغط خلال هذه العملية. يستخدم هذا الإطار للتثبيت المناسب أثناء الإجراء، ولتخطيط مسار حِزَم الإشعاع.
اختبارات التصوير
بمجرد وضع الإطار على الرأس، سيتم التصوير بالرنين المغناطيسي لتصوُّر موقع الهياكل داخل الجمجمة. ينتج التصوير بالرنين المغناطيسي صورة ثلاثية الأبعاد للدماغ يمكن استخدامها مع النقاط المرجعية على الإطار لاستهداف التشوه الشرياني الوريدي بدقة.
يتم إجراء تصوير الأوعية الدماغية أيضًا عن طريق حقن صبغة تباين في وعاء دموي أثناء التقاط صور الأشعة السينية. يوضح هذا الأوعية الدموية المحددة التي تغذي التشوه الشرياني الوريدي وهو أمر ضروري لتحديد حدود جرعة الإشعاع.
التخطيط
يتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وتصوير الأوعية لتحديد المكان الذي ستستهدفه حِزَم الإشعاع بالضبط. نظرًا لأن حدود التشوه الشرياني الوريدي غير منتظمة، يجب على فريق العلاج التأكد من أن جرعة الإشعاع تتوافق تمامًا مع محيط التشوه الشرياني الوريدي. قد تستغرق خطوة التخطيط هذه وقتًا أطول من وقت العلاج الفعلي وتمتد لبضع ساعات.
العلاج
جلسة العلاج الفعلية غير مؤلمة وتتطلب منك الاستلقاء بثبات في آلة الإشعاع الجراحي لمدة 30-50 دقيقة تقريبًا. بعد العملية، تتم إزالة الإطار وعادةً ما يعود المرضى إلى المنزل في نفس اليوم. قد تشعر بما يشبه الكدمات بفروة الرأس عند نقاط وضع الدبابيس.
بعد الإشعاع الجراحي، سيتم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي كل 12 شهرًا تقريبًا حتى يتم متابعة القضاء الكامل على التشوه الشرياني الوريدي في غضون 3 سنوات عبر تصوير الأوعية الدموية. قد تخضع التشوهات الشريانية الوريدية التي لا تزال موجودة بعد عدة سنوات، أو تلك التي تكون كبيرة الحجم إلى جلسات علاج إضافية بالإشعاع الجراحي.
نقاط هامة
- يُعَد الإشعاع الجراحي التجسيمي خيارًا علاجيًا غير جراحي لا يحتاج المبيت في المستشفى ويتم اللجوء إليه عادةً في حالات التشوه الشرياني الوريدي الصغيرة التي يَصعُب إزالتها جراحيًا أو تنطوي على مخاطر.
- يمكن للإشعاع الجراحي التجسيمي علاج بعض أنواع التشوه الشرياني الوريدي في 50-90٪ من الحالات بعد فترة كُمون من 2 إلى 3 سنوات.
- بعد الإشعاع الجراحي التجسيمي، من المُرَجّح أن يتم القضاء تماماً على التشوه الشرياني الوريدي الصغير، الذي يقل حجمه عن ٣ سم.
الموارد
- مؤسسة تمدد الأوعية الدموية والتشوه الشرياني الوريدي (The Aneurysm and AVM Foundation);
- مؤسسة أبحاث (AVM Research Foundation)
- مؤسسة تمدد الأوعية الدموية في الدماغ (Brain Aneurysm Foundation)
- مؤسسة طب أعصاب الطفل (Child Neurology Foundation)
- المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (National Institute of Neurological Disorders and Stroke)