ما هي أورام الأعصاب السمعية؟

إذا تم تشخيصك أو تشخيص أحد أفراد عائلتك بورم الأعصاب السمعية، من المؤكد أنه لديك العديد من الأسئلة حول ماهية هذا الورم، وأين ينمو، وما هي الأعراض التي يمكن أن يسببها، ومدى شيوع هذا الورم بشكل عام. في هذا المقال، سنشرح أساسيات ورم الأعصاب السمعية كي نمنحك معلومات أساسية ستحتاجها لفهم المقالات الأخرى المتعلقة بالمرض.

ورم الأعصاب السمعية، المعروف أيضا باسم ورم العصب الدهليزي، هو نمو غير سرطاني ينمو على طول العصب الثامن للمخ (العصب الدماغي)، المعروف أيضا بالعصب الدهليزي السمعي. يتحكم هذا العصب في السمع والتوازن. وبالتالي، عندما يضغط الورم على هذا العصب، قد يحدث ضعف في السمع، واختلال في التوازن، بالإضافة إلى أعراض أخرى.

لا تنمو أورام العصب السمعية مباشرة في الدماغ، ولكنها تعتبر نوعًا من أنواع أورام قاع الجمجمة أو قاع الدماغ التي تنمو خارج المخ وتضغط على جذع المخ. إذا استمر الورم في النمو، فقد يضغط على الجذع الدماغي، مما يؤدي إلى اختلال التوازن، وأعراض عصبية أخرى. الأعصاب المسؤولة عن حركة عضلات الوجه، والإحساس بالوجه، وحتى البلع، تتواجد قريباً من هذه المنطقة وقد تتأثر إذا لم يتم علاج ورم الأعصاب السمعية.

معظم أورام الأعصاب السمعية هي أورام عشوائية تحدث على جانب واحد فقط من الدماغ (أحادي الجانب). وسبب حدوثها غير معروف في 95% من المرضى. قد ينمو ورم الأعصاب السمعية العشوائية أحادي الجانب في أي عمر، لكنه يحدث بشكل أكثر شيوعًا في البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 60 عامًا.

تقريبًا 5% من المرضى يتطور لديهم ورم الأعصاب السمعية في كل من العصب الدهليزي السمعي على الجانبين من الدماغ (ثنائية الجانب). وترتبط تلك الأورام باضطراب وراثي نادر يُسمّى ورم العصب الليفي أو النيوروفيبروماتوز النوع الثاني (Neurofibromatosis Type 2). وينتقل هذا الاضطراب الجيني من أحد الوالدين على الأقل إلى الأبناء.

يمكن تصنيف ورم الأعصاب السمعية حسب حجمه. حجم الورم يلعب دورا حاسما في شدة الأعراض وكذلك العلاج المختار:

• ورم الأعصاب السمعية الصغيرة تكون أصغر من سنتيمتر واحد وعادة ما تكون محصورة في القناة السمعية الداخلية (قناة الأذن)، ولا تمتد إلى الجوف الدماغي نفسه.

  • العلاج الإشعاعي هو خيار مناسب لعلاج الأورام الصغيرة التي تستمر في النمو، على الرغم من أن الجراحة قد تحافظ على السمع.

• ورم الأعصاب السمعية المتوسطة تتراوح بين 1 و 2 سنتيمتر بالقرب من المخ. قد تكون كبيرة بما يكفي لتمتد من القناة السمعية الداخلية إلى الجوف الدماغي.

  • يمكن علاج هذه الأورام بالإشعاع الجراحي. وقد يستفيد المرضى الأصغر سنًا من التدخل الجراحي لإزالة الورم لتقليل فرص حدوث مضاعفات الإشعاع طويلة الأمد.

• يتراوح حجم ورم الأعصاب السمعية الكبيرة ما بين 2 و 3 سنتيمتر. وقد يضغط ورم الأعصاب السمعية الكبير على الأنسجة السليمة في الدماغ والجذع الدماغي.

  • عادةً ما يتم التعامل مع هذه الأورام عن طريق الجراحة أو الإشعاع الجراحي. الإزالة الجراحية للأورام التي يبلغ حجمها 3 سنتيمتر هي أفضل حلاً.

• ورم الأعصاب السمعية العملاقة هي تلك التي يزيد حجمها عن 3 سنتيمترات. تضغط تلك الأورام على جذع المخ وقد تسبب زيادة الضغط داخل الجوف الدماغي.

  • الخيار الوحيد هنا هو الجراحة للتخلص من الضغط على جذع المخ.

ينمو ورم الأعصاب السمعية في حوالي عشرة أشخاص من كل مليون شخص في الولايات المتحدة سنويًا. ويُشكل ورم الأعصاب السمعية 6٪ من إجمالي أورام الدماغ المشخصة، ويعتبر أكثر شيوعا بين النساء عن الرجال إلى حدٍ ما.

ينمو ورم الأعصاب السمعية ببطء شديد في البداية؛ وقد يتوقف في النمو لبعض الوقت قبل أن يبدأ في النمو مرة أخرى. تلك الأورام التي تنمو عادة تكبر ببطء (1-2 مليمتر كل عام). وهذا يؤدي إلى كون العلامات والأعراض المصاحبة للمرض غير واضحة في البداية. مما يجعل من الصعب اكتشاف الأورام في البداية. وقد تمر بضع سنوات قبل أن يتم تشخيص المرض.

الأعراض الشائعة لورم الأعصاب السمعية تشمل:

• فقدان السمع على جانب واحد (أحادي الجانب) الذي يتطور عادة على مدى عدة سنوات. ولكن، يمكن أيضاً أن يحدث فقدان السمع المفاجئ والسريع في حالات نادرة.

•  

  الشعور بالامتلاء داخل الأذن، كما لو أن هناك ماء في قناة الأذن. يتسبب وجود الورم داخل قناة الأذن في هذا الشعور، وكلما ازداد نمو ورم الأعصاب السمعية، كلما يزداد هذا الشعور.

• ظهور الطنين، وعادة ما يصف بأنه طنين في الأذن. عادة ما يبدو وكأنه رنين، ولكنه قد يظهر كصوت هسهسة أو أزيز أو ضجيج الماكينات في بعض الحالات.

• الإحساس باختلال في التوازن. إذا نما ورم الأعصاب السمعية وبدأ في الضغط على الجذع الدماغي، يمكن أن يُسفر عن مشاكل في التوازن قد تؤدي إلى السقوط. ويقع المرضى الذين يعانون من ورم الأعصاب السمعية نحو جانب الأذن الذي يوجد به الورم.

كثير من هذه الأعراض، مثل فقدان السمع أحادي الجانب، يمكن أن تكون ناجمة أيضاً عن أمراض أخرى بالأذن الداخلية. لذلك، من المهم استشارة طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة بالإضافة إلى جراح المخ والأعصاب للتأكد من التشخيص الصحيح.

كما ذكر سابقاً، يُعتبر ورم الأعصاب السمعية عادةً حميدًا، مما يعني أنه عادةً ما لا يغزو ويدمر الأنسجة والخلايا المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، ينمو ورم الأعصاب السمعية ببطء شديد على مدى سنوات. ولا تنتشر هذه الأورام إلى أجزاء أخرى من الجسم.

إذا كان لديك ورم  صغير بالأعصاب السمعية، فقد يقترح عليك الجراح أن تراقب الورم وأن تخضع لاختبارات السمع و/أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بانتظام للتأكد من أن حجم الورم لم يزِد بصورة ملحوظة. إذا نمى ورم الأعصاب السمعية لدرجة تتسبب في تدهور أعراضك تدريجياً، فمن المحتمل أن يوصي طبيبك بخطة علاج أكثر تداخلاً (جراحة أو إشعاع جراحي).

المفتاح للتعامل مع ورم الأعصاب السمعية هو استشارة جراح مخ وأعصاب ذو خبرة واسعة في أقرب وقت ممكن. كلما تم اكتشاف الورم ومعالجته في وقت مبكر، كلما تم منع المزيد من التأثيرات السلبية التي يمكن أن يسببها. إذا تم ترك ورم الأعصاب السمعية لينمو بشكل أكبر ولم يتم علاجه، فقد يتسبب في مشاكل مزمنة مثل:

• فقدان السمع الكامل في إحدى الأذنين

• الصداع

• الدوار الشديد

• تنميل أو وخز في الوجه

• صعوبة في البلع

• استسقاء المخ (تجمع سائل زائد داخل المخ قد يؤدي للوفاة)

من غير المحتمل أن يتسبب ورم الأعصاب السمعية في مشاكل تسبب الوفاة، خاصة إذا تم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر. ولكن إذا تُرِك بدون علاج، قد يؤدي النمو المتزايد إلى أعراض يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض.

• ورم الأعصاب السمعية هو نوع من أنواع أورام الدماغ غير السرطانية التي تنمو على عصب الدماغ الثامن (العصب السمعي الدهليزي).

• تتنوع الأعصاب السمعية في الحجم وجانب الدماغ التي تنمو به (يسار أو يمين أو على الجانبين).

• الاضطرابات الوراثية النادرة (النيوروفيبروماتوز النوع الثاني) يمكن أن تسبب حدوث ورم الأعصاب السمعية على الجانبين.

• إذا نمت تلك الأورام، فيمكن أن تضغط على أجزاء حيوية بالمخ، مما يؤثر على سمعك وتوازنك.

• ورم الأعصاب السمعية يميل إلى النمو ببطء. التقييم من قِبَل جراح أو طبيب ذو خبرة مهم للتفريق بين أعراض الورم والحالات الأخرى التي لا تتعلق بأورام العصب السمعي.

• جمعية ورم الأعصاب السمعية (Acoustic Neuroma Association)
• جمعية ورم الأعصاب السمعية في كندا (Acoustic Neuroma Association of Canada)
• الجمعية البريطانية لورم الأعصاب السمعية (British Acoustic Neuroma Association)
• جمعية اضطرابات الدهليز (Vestibular Disorders Association)
• مؤسسة أورام الأطفال (Children's Tumor Foundation)
• جمعية الكسندر غراهام بيل للصم وضعاف السمع (The Alexander Graham Bell Association for the Deaf and Hard of Hearing)
• مؤسسة صحة السمع (Hearing Health Foundation)
• جمعية الطنين الأمريكية (American Tinnitus Association)