تشخيص أورام الأعصاب السمعية
ورم الأعصاب السمعية، أو الورم الشفاني الدهليزي (شوانوما)، هو ورم غير سرطاني ينمو على عصب الدهليز القوقعي الذي يمتد من جذع المخ إلى أذنك الداخلية. هذا العصب مسؤول عن السمع والحفاظ على التوازن. لذا وجود ورم عند هذا العصب، سيؤثر بالسلب على تلك الوظائف الهامة.
لحسن الحظ، معظم أورام الأعصاب السمعية تنمو ببطء. لذلك فالأعراض تبدأ في الظهور بصورة خفيفة وربما غير ملحوظة. وقد تمر سنوات قبل أن يعرف الشخص بوجود مشكلة. ذلك باستثناء حالات نادرة ينمو فيها ورم الأعصاب السمعية بسرعة غير معتادة.
يُصعِّب بطء نمو هذا المرض عملية التشخيص حيث يتعين إجراء فحوصات عديدة للتأكد من عدم وجود مشكلة أخرى أكثر شيوعاً قد تكون هي السبب وراء أعراضك.
سنناقش في هذا المقال بعض الاعتبارات والاختبارات التي يتم استخدامها لتشخيص ورم الأعصاب السمعية.
أعراض ورم الأعصاب السمعية
عادة ما تكون أنت أول من يعلم عند وجود شيء ليس على ما يرام في جسدك. ولكن قد يصعب التمييز بين الأعراض المصاحبة لورم الأعصاب السمعية والتغييرات العادية المصاحبة لتقدم السن، خاصة وأن تلك الأورام تنمو ببطء. ونتيجة لذلك، قد تكون الأعراض خفيفة جداً أو حتى غير ملحوظة لعدة سنوات في بعض الحالات. لذا معرفة الأعراض التي يسببها ورم الأعصاب السمعية ستساعدك في تحديد ما إذا كانت الأعراض التي تشعر بها تحتّم استشارة طبيبك.
أكثر الأعراض الأولية شيوعاً لورم الأعصاب السمعية تشمل:
- فقدان السمع: يحدث ذلك العرض عادة في جانب واحد فقط، ويمكن أن يكون فقدان السمع جزئياً أو كاملاً. وعادة ما يتطور فقدان السمع ببطء، حيث يتمكن المريض من سماع كل الأصوات عدا الأصوات ذات الترددات العالية في البداية. ولكن أيضاً، يمكن أن يحدث فقدان جزئي أو كامل للسمع بشكل مفاجئ ومتقطع في بعض الحالات.
- الطنين: قد تؤثر ورم الأعصاب السمعية على الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية التي تنقل الإشارات السمعية إلى الدماغ. تقوم تلك الخلايا بإطلاق نبضات كهربائية عشوائية عندما يزداد الضغط عليها. ويفسر المخ هذه النبضات على أنها أصوات، مما يسبب الطنين. تظهر هذه الحالة على شكل طنين، أو زنين، أو صفير، أو هسهسة أو نقر، أو رنين منخفض في إحدى الأذنين أو كليهما دون وجود مصدر صوت خارجي. يمكن أن يتطور الطنين ببطء ويكون متقطعاً في البداية قبل أن يصبح أكثر استمرارية.
- مشاكل في المحافظة على التوازن: ينقل العصب الدهليزي إشارات كهربائية إلى الدماغ تساعد جسمك على الحفاظ على الوعي المكاني. هذه الوظيفة هي ما تُمكِّنك من الوقوف، والمشي، والجري، والقفز دون الوقوع. يضغط ورم الأعصاب السمعية على هذا العصب، مما يعيق إرسال تلك الإشارات، مما يعيق قدرة جسمك على التوازن بشكل صحيح.
إذا زاد حجم الورم السمعي عن 2 سنتيمتر، فقد يُحدث ضغطاً على الجذع الدماغي. عندما يبدأ ورم الأعصاب السمعية في التأثير على الأعصاب الوجهية، يمكن أن يسبب مشاكل مثل تشنجات عضلات الوجه، والشعور بالخدر، وضعف عضلات الوجه، وحتى شلل الوجه التام في الحالات الحادة. قد تؤدي الأورام الكبيرة جداً التي تُحدث ضغطاً كبيراً على الجذع الدماغي إلى تراكم السوائل في المخ، مما قد يصبح أمراً مهدداً لحياة المريض.
كيف يُشخِّص الأطباء ورم الأعصاب السمعية؟
نظرًا لأن أعراض ورم الأعصاب السمعية غير واضحة في مراحل بداية المرض، قد يكون التشخيص المبكر صعباً. بالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان السمع، والطنين، ومشاكل التوازن هي أعراض شائعة التي ترتبط بالعديد من المشكلات الطبية الأخرى التي تحدث في الأذن الداخلية. ومع ظهور الأعراض، هناك عدة اختبارات يمكن استخدامها لتشخيص ورم العصب السمعي وتحديد مدى ارتباط الورم بالأعراض.
ما الذي يدفعك لإجراء عمليتك مع الدكتور كوهين؟
الدكتور كوهين
- أكثر من 7000 جراحة مُتخصصة قام بإجرائها بعد أن وَقع اختيارك عليه
- ستجد المزيد من الرعاية الشخصية
- خبرة واسعة = معدل نجاح أعلى وأوقات تعافٍ أسرع
المراكز الصحية الرئيسية
- لا تتحكم في اختيار الجراح الذي يعتني بك
- رعاية عامة للجميع
- التركيز على عدد قليل من التخصصات
لمزيد من الأسباب، يُرجى النقر هنا.
اختبار السمع الكلامي (أوديومتري)
يُستخدم اختبار السمع الكلامي لتحديد مدى ارتفاع الأصوات التي تتمكن من سماعها ومدى قدرتك على التمييز وفهم الأصوات والكلمات الفردية أثناء الكلام. في البداية، ستجلس في غرفة صوتية حيث سيراقبك أخصائي السمع. سيطلب منك الاستماع إلى عدد من الكلمات التي يتم نطقها بصوت منخفض، ثم سيطلب منك تكرارها. ثم ستسمع الكلمات بصوت متوسط وسيطلب منك تكراره. يحدد اختبار السمع الكلامي ثلاثة أشياء:
- متوسط النغمة النقية: وهو مقياس شدة الصوت اللازمة حتى تستطيع سماعها بمختلف الأوتار والترددات.
- الحد الأقصى لاستقبال الكلام: وهو مقياس لشدة الصوت اللازمة حتى تستطيع سماع الكلام.
- تمييز الكلام: وهو مقياس لعدد الكلمات الفردية التي يمكنك سماعها في أذن واحدة في نفس الوقت.
المخطط السمعي (أوديوغرام) هو رسم بياني للحد الأقصى المطلوب كي تتمكن من سماع ترددات معيارية يتم قياسها بواسطة اختبارات السمع. يعاني معظم مرضى ورم الأعصاب السمعية من فقدان للسمع عند الاستماع إلى الأصوات في نطاق التردد المتوسط. لذا ينتج اختبار المخطط السمعي عن رسم بياني على شكل حوض.
اختبار استجابة جذع الدماغ السمعي
يقيس هذا الاختبار نشاط موجات الدماغ رداً على أصوات ونغمات متنوعة. خلال الاختبار سيتم وضع أقطاب كهربائية لاصقة على فروة الرأس والأذنين، ثم سيتم تزويدك بسماعات أذن تطلق صوت نقرات أو نغمات. ستقيس الأقطاب الكهربائية تردد الإشارات الإلكترونية التي ترسلها وتستقبلها الأعصاب الدهليزية ودماغك وهو ما يساعد على تقييم استجابة المخ لهذه الأصوات.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
الرنين المغناطيسي هو طريقة التصوير الأفضل لتشخيص أورام الأعصاب السمعية. يستخدم الرنين المغناطيسي موجات الراديو والمجالات المغناطيسية لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للدماغ والهياكل المحيطة. يمكن حقن صبغة قبل إجراء التصوير لتحسين رؤية أي كتلة غريبة قد تكون السبب وراء أعراضك. هذا الاختبار دقيق جداً. ويمكن استخدام فحوص الرنين المغناطيسي المتتالية لتتبع نمو الورم على مدار الوقت.
التصوير بالأشعة المقطعية (CT)
قد تكون فحوص الأشعة المقطعية مفيدة لبعض المرضى الذين يتعذّر عليهم إجراء فحص الرنين المغناطيسي، ولا سيما للمرضى الذين لديهم أجهزة طبية موضوعة في جسدهم ولا تتوافق مع فحص الرنين المغناطيسي. تستخدم الأشعة المقطعية CT سلسلة من صور الأشعة السينية لتوفير صورة ثلاثية الأبعاد. تنتج الأشعة المقطعية تفاصيل أقل للأنسجة مقارنة بالرنين المغناطيسي MRI، وقد تكون الصورة غير واضحة بسبب التشويش الناجم عن عظام الجمجمة القريبة.
لو أن المريض سيخضع لعملية جراحية، سيكون هناك حاجة إلى تصوير الأشعة المقطعية لعظام الجمجمة وذلك لتحديد شكل العظام ووضع الخطة الجراحية الأمثل لإزالة الورم.
هل يمكن الخلط بين حالة أخرى وورم الأعصاب السمعية؟
يشترك ورم الأعصاب السمعية مع العديد من الحالات الطبية الأخرى في مشاكل السمع والتوازن. يمكن استخدام التصوير والفحوص السمعية المُفصَّلة للتمييز بين ورم الأعصاب السمعية والأمراض الأخرى.
ومن الممكن أن تنشأ أورام أخرى في زاوية المخيخ وجذع الدماغ وتسبب أعراضًا مشابهة لورم الأعصاب السمعية. فمثلاً، الأورام السحائية هي نوع آخر من الأورام التي قد تظهر في هذه المنطقة وتسبب أعراضًا مشابهة.
الأورام السحائية وورم الأعصاب السمعية تنمو ببطء شديد، وغالباً ما تمر سنوات دون أن تسبب أعراضًا. تنمو الأورام السحائية عادة من الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي. إذا نمت بالقرب من العصب القحفي الثامن، فقد تسبب نفس الأعراض الناتجة عن ورم الأعصاب السمعية.
لحسن الحظ، فإن علاج الورم السحائي وورم الأعصاب السمعية متشابه. يمكن للورم السحائي أن يصير خبيثاً ويغزو الهياكل العظمية المجاورة، ولكن هذا نادر جدا. من المهم التمييز بين هذه الاختلافات البسيطة بين المرضين حيث يؤثر ذلك على اختيار استراتيجية العلاج الأمثل.
يتمتع ورم الأعصاب السمعية بنتائج علاجية مواتية تختلف قليلاً عن المرضى الذين يعانون من الأورام السحائية.
نقاط هامة
- أعراض ورم الأعصاب السمعية غير واضحة في المراحل الأولية من بداية المرض، مما يجعل التشخيص المبكر صعباً.
- يفيد اختبار السمع (الأوديومتري) في تحديد مصدر ومدى فقدان السمع.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بالصبغة وبدونها هو الاختبار الأمثل لتشخيص ورم الأعصاب السمعية.
الموارد
- جمعية ورم الأعصاب السمعية (Acoustic Neuroma Association)
- جمعية ورم الأعصاب السمعية في كندا (Acoustic Neuroma Association of Canada)
- الجمعية البريطانية لورم الأعصاب السمعية (British Acoustic Neuroma Association)
- جمعية اضطرابات الدهليز (Vestibular Disorders Association)
- مؤسسة أورام الأطفال (Children's Tumor Foundation)
- جمعية الكسندر غراهام بيل للصم وضعاف السمع (The Alexander Graham Bell Association for the Deaf and Hard of Hearing)
- مؤسسة صحة السمع (Hearing Health Foundation)
- جمعية الطنين الأمريكية (American Tinnitus Association)