أورام الأعصاب السمعية والسرطان

من الطبيعي أن يكون لدى المريض العديد من الأسئلة عندما يتم تشخيصه بورم الأعصاب السمعية. بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً هي "هل الأورام العصبية السمعية سرطانية؟" و "ماذا سيحدث لي؟" فكرة نمو ورم بالقرب من دماغك مقلقة بدون شك، ولكن إذا تزودت بالمعرفة حول هذه الحالة، ستتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة حول مسيرة العلاج الأنسب لحالتك.

الأورام العصبية السمعية، المعروفة أيضًا باسم الورم الشفاني الدهليزي، هي أورام تنمو حول العصب القحفي الثامن في الأذن الداخلية، والمعروف أيضًا باسم العصب الدهليزي القوقعي. يُعتبر هذا العصب مسؤولاً عن إرسال المعلومات السمعية إلى دماغك. ويحافظ العصب أيضًا على قدرتك على الحفاظ على توازنك ووعيك المكاني. 

وتعتبر هذه الأورام نادرة؛ في الولايات المتحدة، يتم تشخيص واحد من كل 100,000 شخص سنويًا بورم عصبي سمعي. الأورام العصبية السمعية عادةً ما تكون أورام حميدة وتنمو ببطء. هناك حالات نادرة للغاية من التحول الخبيث أو السرطاني. من المهم معرفة وتشخيص تلك الحالات لمعرفة ما يجب أن يتوقعه المريض، وأفراد العائلة، ومقدمي الرعاية. في هذه المقالة، سنناقش من أين تنشأ الأورام العصبية السمعية وما إذا كانت سرطانية.

عادة، تنمو خلايا جسمك وتتكاثر حيث تنقسم بواسطة عملية تسمى الميتوزس Mitosis. عندما تكبر خلاياك ولا تؤدي وظيفتها بشكل جيد، يتم استبدالها بخلايا جديدة مكانها. تحدث هذه العملية بترتيب دقيق يتم تنظيمه بواسطة العديد من نظم جسمك.

ومع ذلك، يمكن أن يحدث خلل في هذه النظم بسبب العوامل البيئية أو الوراثية، مما يسمح للخلايا بالنمو دون قيود أو سيطرة. نتيجة لذلك، قد تبدأ الخلايا، حتى التالفة، في النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. عندما تنمو الخلايا بسرعة كبيرة، تشكل تجمعًا غير طبيعيًا من الأنسجة يسمى ورم. يمكن أن يتكون الورم في أي مكان في جسمك. يمكن أن تكون الأورام بطيئة النمو وحميدة. ويمكن أن تكون أيضًا شرسة للغاية وتهاجم الأنسجة الصحية بسرعة (خبيثة).

الأورام الخبيثة تعتبر سرطانية. مع مرور الوقت، يمكن أن تنمو الأورام بحجم أكبر وتهاجم الأنسجة الصحية حتى تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. إذا انتشرت الخلايا السرطانية، فيمكن أن تشكل أورامًا جديدة وتبدأ في مهاجمة وتدمير الخلايا في الأنسجة الصحية المحيطة في مكان آخر من الجسم. تحدد العوامل البيئية والوراثية ما إذا كان المريض سيتطور لديه أورام حميدة أو خبيثة خلال حياته. ومن الممكن أن يتحول ورم حميد إلى ورم خبيث.

الورم العصبي السمعي هو تجمع من خلايا نمت بشكل غير طبيعي، وهو ما قد يثير القلق. ولكن، هناك أخبار جيدة. تعتبر الأورام العصبية السمعية حميدة، ليست سرطانية ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. هذه الأورام قد تنشأ بشكل عشوائي، أو مع وجود تحولات جينية على كروموسوم 22، الذي يتحكم في نمو الخلايا حول الغلاف المايليني للأعصاب.

يكون المرضى الذين يعانون من حالة وراثية تُسمى الورم العصبي الليفي النوع الثاني أو النيوروفيبروماتوزس النوع الثاني (NF2) عرضة للإصابة بأورام عصبية سمعية. أولئك الذين يعانون من هذه الحالة يمكن أن يطوروا أورامًا سمعية ثنائية الجانب، أي أنها تنمو على جانبي الدماغ في العصب الدهليزي القوقعي. أما الأورام العصبية السمعية الأحادية الجوانب تؤثر فقط على أذن واحدة وتشكل 95٪ من الأورام العصبية السمعية.

من النادر جداً أن يتحول ورم عصبي سمعي حميد إلى ورم خبيث، خاصة في غياب العوامل الوراثية مثل NF2. هناك حالات قليلة جدًا من الأورام الخبيثة التي تتشكل في العصب الدهليزي القوقعي. والأورام الخبيثة التي تنتج بسبب السرطان عادة لا تكون على العصب السمعي.

على الرغم من أنه من المستبعد أن يتحول ورم عصبي سمعي قد تم تشخيصه على أنه حميد إلى ورم خبيث، إلا أن ذلك ليس مستحيلاً. إحدى طرق علاج الأورام العصبية السمعية هو الإشعاع الجراحي، ويسمى أيضًا جهاز سكين الجاما، سكين السيبراني، وغيرهم. والإشعاع الجراحي طريقة دقيقة لتوصيل العلاج الإشعاعي إلى الورم لتدمير الخلايا الغير طبيعية دون إلحاق الضرر بالأنسجة الطبيعية المحيطة. ومع ذلك، في حالات نادرة للغاية يمكن أن يتسبب هذا الإشعاع في تحول سرطاني للورم العصبي السمعي. ولكن هذا احتمال نادر جداً.

ومع ذلك، هناك حالة واحدة على الأقل قد تم تشخيصها حيث تحول ورم عصبي حميد ليصبح خبيثًا بعد العلاج بالإشعاع. ومع هذا، فإن فرص حدوث ورم عصبي سمعي ضئيلة للغاية، وفرص أن يتحول الورم العصبي السمعي إلى ورم خبيث أقل من ذلك بكثير. إضافةً، فإن المنفعة التي يقدمها العلاج الإشعاعي أكبر بكثير من خطر التحول السرطاني الناجم عن الإشعاع.

قد يسبب الورم العصبي الحميد مشكلات صحية مثل:

• فقدان السمع، عادةً في أذن واحدة
• طنين أو همهمة أو نقر في الأذن المتأثرة 
• إحساس بامتلاء قناة الأذن
• مشاكل في التوازن

مثل أي ورم آخر، فإن الأورام العصبية السمعية قد تستمر في النمو بشكل أكبر إذا لم يتم علاجها. 

نمو ورم العصب السمعي بطيء وغالبًا ما يستغرق سنوات. لو زاد حجمه، يمكن أن يضغط الورم على الأعصاب الأخرى والهياكل الحيوية في الدماغ، مما يتسبب في ظهور أعراض أكثر شدة. لذلك، لا تزال أورام الأعصاب السمعية الحميدة تشكل خطرًا على صحتك. وغالبًا ما تكون الجراحة لإزالة الأورام العصبية السمعية الصغيرة أكثر أمانًا من الانتظار حتى يكبر حجمها قبل إزالتها.

ولحسن الحظ، فإن معدل النمو البطيء لتلك الأورام إضافة إلا أنها نادراً ما تكون سرطانية، فإن التعامل مع أورام الأعصاب السمعية الصغيرة أو التي تسبب أعراضاً طفيفة غالبًا ما يعتمد على المراقبة فقط بدون جراحة. وإذا زاد حجم الورم، فهناك خيارات جراحية أو إشعاعية لعلاجه. توقعات التعافي لورم الأعصاب السمعية عمومًا مواتية للغاية.

• الأورام العصبية السمعية عمومًا أورام حميدة تصيب العصب الدهليزي القوقعي.
• الأورام العصبية السمعية الخبيثة نادرة جدًا.

• جمعية ورم الأعصاب السمعية (Acoustic Neuroma Association) 
• جمعية ورم الأعصاب السمعية في كندا (Acoustic Neuroma Association of Canada) 
• الجمعية البريطانية لورم الأعصاب السمعية (British Acoustic Neuroma Association) 
• جمعية اضطرابات الدهليز (Vestibular Disorders Association) 
• مؤسسة أورام الأطفال (Children's Tumor Foundation) 
• جمعية الكسندر غراهام بيل للصم وضعاف السمع (The Alexander Graham Bell Association for the Deaf and Hard of Hearing) 
• مؤسسة صحة السمع (Hearing Health Foundation) 
• جمعية الطنين الأمريكية (American Tinnitus Association)