الجراحة الأورام العصبية السمعية: ما هي الأنواع الثلاثة الرئيسية لجراحات الدماغ؟

أورام العصب السمعي، والمعروفة أيضًا باسم الورم الشفاني الدهليزي، هي أورام دماغية حميدة توجد في العصب الدهليزي القوقعي، والذي يمتد من الأذن الوسطى إلى الدماغ. العصب الدهليزي هو المسؤول عن السمع والتوازن. على الرغم من أن الأورام العصبية السمعية حميدة  (غير سرطانية) وتمثل 8٪ فقط من الأورام الدماغية، فإن هذا النوع النادر من ورم الدماغ وعلاجه يمكن أن يسبب أعراضًا صعبة بمرور الوقت، وبالتالي يتطلب إدارة دقيقة للغاية.

إذا أوصى جراح الأعصاب بإجراء عملية جراحية لورم العصب السمعي الذي تعاني منه، فأنت بحاجة إلى فهم الإجراء الجراحي الذي ستتلقاه: ما هي مخاطره وفوائده، وكيف يمكن أن تتأثر حياتك في الأسابيع والأشهر والسنوات التي تلي الجراحة، وما هي نسبة نجاح عملية ورم العصب السمعي؟ كل هذا ستعرفه من خلال هذا المقال.

إذا تُرِكت دون علاج، فقد تنمو الأورام العصبية السمعية بشكل كبير مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى الضغط على مناطق الدماغ المسؤولة عن التوازن والسمع وتعبيرات الوجه. إذا كان الورم لا يتسبب في أعراض ملحوظة، فقد يتعامل الجراح  مع الورم عن طريق الملاحظة الدقيقة على مدى أشهر أو سنوات، لأن ذلك الورم حميد وبطيء النمو.

عندما يكون العلاج المباشر ضرورياً، عادةً ما يتم التعامل مع أورام العصب السمعي بالجراحة، ولكن يجب معرفة أن هناك علاجات فعالة أخرى، ومنها العلاج الإشعاعي. يتم تحديد نسبة نجاح عملية ورم العصب السمعي حسب الطريقة المُستخدمة وفي هذه المقالة، سنتناول الأساليب الجراحية الأكثر استخداماً عند إزالة الأورام العصبية السمعية.

نظرًا لموقعها ودورها في السمع والتوازن والوظائف الحيوية الأخرى، فإن أورام الأعصاب السمعية تتطلب تدخل فريق متعدد الخبرات من المتخصصين. إذا تم تشخيص إصابتك بورم عصبي سمعي، فقد يشمل فريقك الجراحي جراح مخ وأعصاب، وأخصائي أنف وأذن وحنجرة (جراح الأنف والأذن والحنجرة أو ENT) الذي تلقى تدريبًا خاصًا في جراحة قاع الجمجمة وطب وجراحة الأذن. في معظم المؤسسات، يعمل جراح المخ والأعصاب وجراح الأنف والأذن والحنجرة معًا لإزالة الورم أثناء الجراحة.

هناك ثلاث طرق جراحية رئيسية لإزالة ورم العصب السمعي:

1.  حج القحف خلف الجيب الوريدي السيني 
2.  حج القحف عن طريق الحفرة القحفية الوسطى
3.  الجراحة عن طريق الأذن الداخلية

 إن أفضل الجراحين المؤهلين الذين يقومون بإجراء جراحة قاع الجمجمة لإزالة الأورام العصبية السمعية يكونون على دراية بكل نوع من تلك الأساليب الجراحية. سيقررون الأسلوب الجراحي الأفضل بالنسبة لك بناءً على حجم الورم وموقعه، ومقدار السمع الذي لديك قبل العملية، وما إذا كان من الممكن الحفاظ على سمعك أم لا.

هذا النهج، المعروف أيضًا باسم نهج retromastoid أو retrosigmoid أو suboccipital، يسمح للجراح بإزالة الأورام ذات الأحجام المختلفة. وهو واحد من نوعين من جراحات ورم العصب السمعي التي قد تسمح للمرضى بالحفاظ على سمعهم. يصل الجراح إلى ورم العصب السمعي من خلال شق وفتحة في العظم خلف الأذن.

نهج حج القحف خلف الجيب الوريدي السيني يوفر للجراح رؤية واسعة للورم وقدرة على الوصول إلى العصب السمعي بأكمله. وقد يحتفظ المرضى الذين يخضعون لهذا النوع من جراحة المخ بحركة الوجه وحاسة السمع بعد الجراحة. وسيحدد حجم الورم ومدى التصاقه بالعصب الوجهي نتيجة الجراحة فيما يتعلق بوظيفة العصب الوجهي والسمع. يمكن الحفاظ على السمع في حالة الأورام الصغيرة ولكنه يكاد يكون مستحيلًا في الأورام الكبيرة.

تمامًا مثل الأنواع الأخرى من العمليات الجراحية لإزالة هذا النوع من الأورام، هناك بعض العيوب لهذه التقنية. قد تمنح الجراح قدرة محدودة على الوصول إلى أعصاب الوجه والعصب القوقعي في بعض مناطق القناة السمعية الداخلية أو قناة الأذن، وهو الممر الذي يمتد بين الدماغ والأذن الداخلية ، مما قد يمنع إزالة الورم بالكامل. على الرغم من هذه العيوب، فإن نهج حج القحف خلف الجيب الوريدي السيني هو طريقة شائعة جدًا وفعالة للوصول إلى الأورام العصبية السمعية.

حج القحف عن طريق الحجرة القحفية الوسطى هو طريقة جراحية أخرى يمكن استخدامها للحفاظ على سمع المريض. يقوم الجراح بإجراء هذه العملية عن طريق عمل شق وحج القحف فوق الأذن.

هذه الطريقة الجراحية هي الأمثل مع الأورام الصغيرة الموجودة في الغالب داخل القناة السمعية الداخلية. الاقتراب من الورم عبر الحجرة القحفية الوسطى، يتيح للجراح فرصة ممتازة للوصول إلى الجزء الجانبي للقناة السمعية الداخلية. يحافظ هذا النهج على سلامة الأم الجافية (الغطاء الواقي للدماغ) خلال معظم العملية ، مما يُجَنّب المريض الإصابة غير الضرورية لأنسجة الدماغ.

لإجراء الجراحة عن طريق الأذن الداخلية، يقوم الجراح بعمل شق خلف الأذن أيضًا. يجب إزالة بعض عظام الأذن الداخلية أثناء العملية للوصول إلى الورم.

هذا النهج غير شائع ولكن يتم استخدامه عندما قد تكون حاسة السمع لدى المريض قد تدهورت بصورة كبيرة أو أصبحت منعدمة قبل وقت الجراحة. وتتضمن تلك الطريقة الجراحية إزالة الورم من القناة السمعية الداخلية، الممر الذي يمر عبر الأذن الداخلية. هذه الجراحة مناسبة للمرضى الذين يعانون من أورام كبيرة، حتى لو خضع المريض لأحد الأساليب الجراحية الأخرى الموضحة أعلاه.

بعض المزايا الأخرى للجراحة عن طريق الأذن الداخلية :

• يمكن للجراح عادة استخدام هذا النهج بغض النظر عن حجم الورم.
• سيتمكن الفريق الجراحي من اكتشاف وتحديد العصب الوجهي في القناة السمعية في وقت مبكر نسبيًا وحمايته خلال الجراحة.

اعتمادًا على حجم الورم ، قد تستغرق الجراحة حوالي 5-8 ساعات.

• بعد العملية مباشرة: قد تشعر بصداع ودوخة وغثيان. وستقيم في المستشفى لمدة يومين أو ثلاثة أيام على الأقل. بعد الخروج من المستشفى، سيتم تزويدك بتعليمات يجب عليك اتباعها بعناية. ستحتاج إلى أحد أفراد الأسرة أو غيرهم من مقدمي الرعاية ليقودك إلى المنزل وربما يقومون برعايتك خلال فترة النقاهة التي يمكن أن تستمر لمدة شهر تقريبًا. وسوف يزودك منسق التمريض الخاص بك بمعلومات كثيرة حول ما يمكن أن تتوقعه بالضبط بعد الجراحة.
• القيادة: يستأنف بعض المرضى قيادة السيارة بعد أسابيع قليلة من الجراحة، لكن الأمر يختلف من مريض لآخر، حسب المدة التي تستغرقها لاستعادة توازنك خلال فترة النقاهة. إذا كنت تتناول أدوية مخدرة للألم، فيجب ألا تقود.
• فقدان السمع: إذا كان المريض يسمع قبل العملية ولكنه فقد السمع بعد الجراحة، فيجب على المريض التشاور مع منسق التمريض وغيره من المتخصصين مثل أخصائي الأنف والأذن والحنجرة حول كيفية التكيف مع هذا التغيير في نمط الحياة.
• ضعف الوجه و/أو شلل الوجه: ضعف الوجه ليس من غير المألوف بعد جراحة أورام العصب السمعي. عادةً ما يكون هذا الضعف مؤقتاً. وقد تواجه ضعفًا مؤقتًا أو شللًا في الوجه لمدة ستة إلى 12 شهرًا بعد الجراحة. في بعض الحالات النادرة، قد يحدث ضعف دائم في عضلات الوجه بسبب إصابة العصب أثناء الجراحة. اسأل طبيبك أثناء الاستشارة قبل تحديد موعد الجراحة حول احتمال حدوث ضعف مؤقت أو شلل دائم في الوجه. هذا هو الخطر الرئيسي للجراحة ويعتمد على حجم الورم. الأورام الأكبر حجمًا تكون أكثر التصاقاً بالعصب، وتُعَرِّض العصب لخطر أكبر أثناء الجراحة.

قد تكون هناك حاجة إلى إجراءات إضافية بعد جراحة الأورام في حالة وجود شلل في العصب الوجهي، بما في ذلك وضع وزن ذهبي في جفن العين للسماح بإغلاق وحماية العين.

نظرًا لأن أورام العصب السمعي ليست خبيثة في الغالبية العظمى من الحالات، فإنه من النادر أن يكون إجراء الجراحة حالة طارئة. وبالتالي فإنه عادةً ما يكون هناك وقت لك ولعائلتك للتزود بالمعلومات الكاملة حول ما يمكن توقعه أثناء الجراحة وبعدها، ونوع جراحة المخ التي يوصي به طبيبك، وما هي الفوائد والمخاطر.

كما يرجى استشارة أخصائي علاج الأورام بالإشعاع للتأكد من أن الورم غير قابل للعلاج الإشعاعي حيث أنها طريقة أخرى فعالة للسيطرة على الورم وتأتي بمخاطر أقل من الجراحة.

يجب أن تجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حتى تكون مستعدًا بعد الجراحة لأي تغييرات في نمط حياتك. ناقش مع فريق الرعاية الخاص بك ما جوانب التحسن التي يمكن توقعها في الأسابيع والأشهر التي تلي الجراحة والأعراض المرضية المرتبطة بالورم التي ستتمكن من التخلص منها بفضل الجراحة، مما يؤدي إلى تحسين نوعية الحياة بشكل عام.

• الجراحة هي أكثر طرق العلاج شيوعًا لأورام العصب السمعي المصحوبة بأعراض. يعد العلاج الإشعاعي خياراً فعالاً آخر في بعض حالات الأورام الصغيرة.
• كي تحصل على أفضل رعاية جراحية أثناء وبعد الجراحة، يتحتم وجود فريق جراحي شامل يضم جراح مخ وأعصاب، وجراح الأنف والأذن والحنجرة في الكثير من الأحيان.
• هناك العديد من الأساليب الجراحية المستخدمة في استئصال الأورام العصبية السمعية. لكل منها مزاياها وعيوبها. سيتمكن الجراحون المتمرسون من تحديد أفضل طريقة تناسب حالتك.

• جمعية ورم الأعصاب السمعية (Acoustic Neuroma Association)
• جمعية ورم الأعصاب السمعية في كندا (Acoustic Neuroma Association of Canada)
• الجمعية البريطانية لورم الأعصاب السمعية (British Acoustic Neuroma Association)
• جمعية اضطرابات الدهليز (Vestibular Disorders Association)
• مؤسسة أورام الأطفال (Children's Tumor Foundation)
• جمعية الكسندر غراهام بيل للصم وضعاف السمع (The Alexander Graham Bell Association for the Deaf and Hard of Hearing)
• مؤسسة صحة السمع (Hearing Health Foundation)
• جمعية الطنين الأمريكية (American Tinnitus Association)